ينكث على نفسه) * [الفتح / 10] وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " (1).
ولما فرغ الإمام من خطبته قال إليه أصحابه وتكلموا وأجمعوا لنصرته، فجزاهم الإمام خيرا، وخرج ولد الحسين وإخوته وأهل بيته حين سمعوا الكلام فنظر إليهم وجمعهم عنده وبكى، ثم قال: " اللهم إنا عترة نبيك محمد صلواتك عليه، قد أخرجنا وأزعجنا وطردنا عن حرم جدنا، وتعدت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين " (2).
أما الحر، وطليعة جيش الفرعون فقد سمعوا كل ما قاله الإمام، وشاهدوه وهو يبكي، فلم تتأثر نفوسهم، لا من قريب ولا من بعيد، وأخالهم قد كتبوا لابن زياد كل ما سمعوه، ولم يفرحوا بكلمة مما قاله الإمام، وكأني بهم وقد أخذوا يتندرون ببعض ما قاله الإمام!!! إنهم قوم فقدوا دينهم وشرفهم، ونخوتهم.
عذيب الهجانات:
رحل الإمام الحسين من موضعه المسمى بالبيضة إلى العذيب (3)، والحر يسايره، وبينما هم يسيرون إذ أقبل أربعة نفر من الكوفة، فلما انتهوا إلى الإمام الحسين أنشدوه هذه الأبيات:
يا ناقتي لا تذعري من زجري * وشمري قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم النجر الماجد الحر رحيب الصدر * أتى به الله لخير أمر ثمة أبقاه بقاء الدهر فقال الحسين: " أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا ". ولما رآهم الحر جاء إلى الإمام الحسين وقال له: " إن هؤلاء النفر الذين