كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٥
ينكث على نفسه) * [الفتح / 10] وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " (1).
ولما فرغ الإمام من خطبته قال إليه أصحابه وتكلموا وأجمعوا لنصرته، فجزاهم الإمام خيرا، وخرج ولد الحسين وإخوته وأهل بيته حين سمعوا الكلام فنظر إليهم وجمعهم عنده وبكى، ثم قال: " اللهم إنا عترة نبيك محمد صلواتك عليه، قد أخرجنا وأزعجنا وطردنا عن حرم جدنا، وتعدت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين " (2).
أما الحر، وطليعة جيش الفرعون فقد سمعوا كل ما قاله الإمام، وشاهدوه وهو يبكي، فلم تتأثر نفوسهم، لا من قريب ولا من بعيد، وأخالهم قد كتبوا لابن زياد كل ما سمعوه، ولم يفرحوا بكلمة مما قاله الإمام، وكأني بهم وقد أخذوا يتندرون ببعض ما قاله الإمام!!! إنهم قوم فقدوا دينهم وشرفهم، ونخوتهم.
عذيب الهجانات:
رحل الإمام الحسين من موضعه المسمى بالبيضة إلى العذيب (3)، والحر يسايره، وبينما هم يسيرون إذ أقبل أربعة نفر من الكوفة، فلما انتهوا إلى الإمام الحسين أنشدوه هذه الأبيات:
يا ناقتي لا تذعري من زجري * وشمري قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم النجر الماجد الحر رحيب الصدر * أتى به الله لخير أمر ثمة أبقاه بقاء الدهر فقال الحسين: " أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا ". ولما رآهم الحر جاء إلى الإمام الحسين وقال له: " إن هؤلاء النفر الذين

(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٠٦ وابن الأثير ج ٢ ص ٥٥٢ ووقعة الطف ص ١٧٢.
(٢) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٣٦ وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٨٣ يوم عاشوراء.
(3) العذيب: ماء ما بين القادسية والمغيشة، ويبعد عن القادسية أربعة أميال وعن المغيشة اثنان وثلاثون ميلا.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327