كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٣
علاقة للإسلام بجوهرها ومحتواها، ثم ترك الأمر وشأنه فقد تنجح دولة الخلافة بفرض مفهومها السطحي والسقيم للإسلام، وإجبار الأمة على تبنيه، ومع العادة والتكرار وضغط وسائل إعلام دولة البطون، يصبح إسلام الخليفة وأركان دولته هو الإسلام ولا إسلام غيره، بعد أن تنجح دولة الخلافة بتحريف الكلم عن مواضعه وتبديل مضامين دين الله الحنيف، وتحريفه بعد ما اعتدل، لكل هذه الأسباب كان الإمام الحسين موقنا أنه لا بد من انتفاضة، وثورة من نوع خاص، تعيد الإسلام لمساره الصحيح، وتقدمه للعالم بوجهه المشرق، وتنقذ الأمة من ذلها وتفضح خزعبلات وألاعيب دولة الخلافة ومتاجرتها بالدين ولكن الإمام الحسين موقن أيضا بأن الأمر ليس بهذه السهولة، فدولة النبي حكمت الجزيرة وأهلها سنتين، ودولة الخلفاء حكمت بضعا وخمسين سنة وخلال مدة حكمها الطويل أوجدت سننا، ورسختها أكثر من سنن رسول الله نفسه!!
من يجرؤ على الانتفاضة؟:
الكلمة العليا في المجتمع الإسلامي كله كانت للخليفة وأركان دولته، فالخليفة وأركان دولته هم وحدهم من الناحية الرسمية والفعلية الأعداء الصحيحة يقولون ويفعلون، وما عداهم كسور، فالقلة المؤمنة اختفت نهائيا عن مسرح التأثير على الحياة، وقررت أن تكتم إيمانها كما فعل المؤمنون في المجتمعات الكافرة للأمم السابقة، والأكثرية الساحقة من الأمة سلمت، ويئست من المقاومة بعد أن أدركت أن الخليفة لا يقهر، وأن أمة ألقت وسائل إعلامه بروع الناس أن رضى الله من رضى الخليفة، وبعد أن اكتشفت أن مفاتيح كل شئ بيد الخليفة، فلا شئ يمنعه من أن يقتل أيا كان، أو أن يترك أيا كان، إنه الطاغية، القاهر فوق الرعية، فمن يخطر بباله مثل هذه الظروف أن ينتفض، أو أن يثور!!، ومن يجرؤ على قيادة الثورة، ومن يجرؤ على تأييد الثورة أو الالتحاق في صفوفها!! ثم لنفترض أن أحدهم قد ثار، فإن الخليفة وأركان دولته سيخمدون الثورة قبل أن يسمع بها أحد، وسيصورون الثائر إعلاميا بصورة الكافر الشاق لعصا الطاعة، المفارق للجماعة، العاصي والخارج على " أمير المؤمنين وخليفة رسول رب
(٢٠٣)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327