كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٦
والثوار من نوعية خاصة ليتمكنوا من القيام بانتفاضة وثورة من نوع خاص، فمنذ اليوم الأول لإعلان موقف الإمام الحسين:
1 - نهض آل محمد، وأهل بيت النبوة، وذوو القربى وأعلنوا إنضواءهم تحت راية الإمام الحسين وتأييدهم له ومباركتهم لخطواته واستعدادهم للمضي معه قدما حتى الشهادة في سبيل الله، وتبعا لهم انضمت نساؤهم، وذراريهم، وهكذا تكونت الخلية الأولى من خلايا الانتفاضة والثورة، وهذه الخلية عبارة عن آل البيت، وأهل البيت، وذوي القربى مع نسائهم وأطفالهم. إن هذه الخلية الأولى تتكون من أولاد الرسول وأحفاده وبناته، ومن أبناء عمومة الرسول وأحفادهم!! وهذه فئة يعرفها كل المسلمين بما فيهم الخليفة وأركان دولته، ولا يخفى شرفها ومكانتها على أحد من الناس، إنهم عائلة الرسول، وحرمة الرسول!!! فهم أحد الثقلين الذي أمر رسول الله بالتمسك بهما، وهم آل محمد الذين لا تجوز صلاة عبد إن لم يصل عليهم، وهم أهل المودة في القربى الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ومسلمة، وهم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فماذا عسى الخليفة أن يقول عنهم، وبماذا يمكن لوسائل إعلام دولته أن تصفهم؟ فقول الخليفة وأركان دولته مقابل قول الله ورسوله. فهل في الدنيا كلها عاقل واحد يمكنه أن يكذب الله ورسوله ويصدق الخليفة وأركان دولته؟! ثم إن هذه الفئة المباركة هي سنام القدسية في المجتمع الإسلامي، فهل يعقل أن يدوس الخليفة على قدسية هذه الفئة أمام كل المسلمين!!! وإن داس عليها علنا فما الذي يبرر وجوده وشرعية هذا الوجود كحاكم للمسلمين إذا داس على أقدس مقدساتهم وهم آل محمد وأهل بيته وذوو قرباه!!! صحيح أن الخليفة وأركان دولته يمكنهم أن يهدموا الكعبة المشرفة إذا اقتضت مصلحتهم ذلك، وقد هدموها بالفعل، ولكن هل يعقل أن يقتلوا ابن النبي الوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، وأحفاد النبي، وبني عمومته وأن يسبوا بنات النبي وبنات أبناء عمومته!!! إن فرعون مصر وهامانه، ونمرود ووزراءه أسمى وأجل من أن يفكروا بذلك! فهل أن يفعل (خليفة المسلمين) ما يخجل فرعون ونمرود عن فعله!!! وهل يعقل أن يفعل أركان دولة الخليفة ما يستحيي هامان
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327