كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٨
مصيره لأن القوم إنما يطلبونه، فإن ظفروا به (ذهلوا عن غيره)، وبين لهم الإمام بأنه ليس له في أعناقهم بيعة ولا عليهم ذمة، وأنه راض منهم، لكن أهل بيت النبوة، والنخبة التي التحقت به من أبناء الأمة الإسلامية رفضت ذلك رفضا قاطعا، ورأت أن ذلك عار الدنيا وشنارها إذا تركت إمامها وحيدا للوحوش الكاسرة، وفي صبيحة المذبحة، أراد شباب أهل بيت النبوة أن يتقدموا للقتال، فأبت تلك النخبة المباركة، وأصرت على أن تقاتل بين يدي الإمام وأهل بيت النبوة حتى تفديهم وتموت دونهم.
أولئك هم أصحاب الحسين، وأولئك هم الرجال الذين اختارهم الله من أمة كاملة ليموتوا بين يدي الإمام الحسين، وأهل بيت النبوة، ولينالوا شرف الشهادة دفاعا عن الحق وأهله، وهم قلة لا يتجاوز عددهم التسعين رجلا!! ومن المدهش حقا، أن فيهم عربا وموالي، وفيهم من عرب الشمال وعرب الجنوب، وفيهم الشباب وفيهم الشيوخ.
الناجون الراشدون:
قال الإمام الحسين: " وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين " (1) فالذين اتبعوا الإمام الحسين كانوا من الناجين الراشدين، والذين لم يتبعوه كانوا من الهالكين، لأن الإمام الحسين كان كما كان جده وأبوه المعيار الموضوعي بين الحق والباطل، وبين النجاة والهلاك.
حزب الله وحزب الشيطان:
قال الإمام الحسين لأصحابه: " أصحابي إن القوم قد استحوذ عليهم الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، وأنشد يقول:
تعديتم يا شر قوم ببغيكم * وخالفتم فينا النبي محمدا

(١) راجع مقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٦ وتاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين ص ٢٠٦ وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٨ والعوالم ج 17 ص 251 والموسوعة ص 424.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327