قال: أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد ليقتله، وطرح له سيفا ونطعا، قال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه! فلما دخل جعفر بن محمد ونظر إليه من بعيد تحرك أبو جعفر من على فراشه وقال: مرحبا وأهلا بك يا أبا عبد الله!
ما أرسلنا إليك إلا لنقضي دينك ونقضي ذمامك! ثم سأله عن أهل بيته وقال: قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضي ثلاثة أيام حتى يرجع جعفر إلى أهله. فلما خرج قال له الربيع:
يا أبا عبد الله أرأيت السيف والنطع؟ إنما وضع ذلك لك، فأي شئ رأيتك تحرك به شفتيك؟ قال قلت:
حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرزاق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم!
وروى الشيخ الطوسي في الأمالي عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن محمد بن عيسى العراد عن محمد بن الحسن بن شمون عن الحسن بن الفضل بن الربيع حاجب المنصور قال: حدثني أبي عن جدي الربيع قال: دعاني المنصور يوما فقال: يا ربيع أحضر جعفر بن محمد، والله لأقتلنه! فوجهت إليه فلما وافى قلت: يا ابن رسول الله إن كان لك وصية أو عهد تعهده فافعل! فقال: استأذن لي عليه، فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه فقال: أدخله، فلما وقعت عين جعفر على المنصور رأيته يحرك شفتيه بشئ لم أفهمه، فلما سلم على المنصور نهض إليه فاعتنقه