في أكثر الليالي يقظا وقليلة تلك الليالي التي ينام فيها، وكانت من عادته أن لا يضع شيئا تحت رأسه وانما يضع يده تحت رأسه وينام. وكانت قراءته من أجل الكتابة والتأليف. وكان جيد الكتابة وسريعها، وقد كتب كثيرا حتى ثفنت أطراف أصابعه التي يمسك بها القلم، ومن النادر أن لا يمسك القلم في ليلة ونهارها.
وقد وصل حبه وعلاقته بالكتاب بحيث انه بمجرد أن يحصل على مال قليل يسرع بصرفه في شراء كتاب، وقد نقل عن الشيخ عباس القمي انه قال: (في الزمان الذي كنت أدرس في قم كنت في ضائقة مالية شديدة حتى كنت أجمع القران (1) مع القران إلى أن تصير ثلاثة تومانات مثلا فحينها اذهب من قم إلى طهران مشيا على الأقدام (2) واشتري بتلك التومانات كتابا ثم ارجع إلى قم ماشيا أيضا واستمر في دراستي) (3) وكان المحدث القمي يعشق الكتاب بشكل عام ويطرب له ويرمق إليه بأريحية ومحبة، ولكنه كان ينظر إلى كتب الشيعة وبالخصوص كتب الحديث نظرة قداسة كما سوف يأتي ذلك بمحله من هذه الرسالة.
مشاركته في تأسيس الحوزة العلمية في قم المقدسة:
تقدمت الإشارة عن رحلة آية الله العظمى المرحوم الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري إلى قم المقدسة وعزمه على تأسيس الحوزة العلمية في قم المقدسة وإعادة مجدها، ودعا العلماء إلى هذه المدينة ليشاركوه مشروعه الإلهي الكبير وقد أجابه مجموعة من العلماء الأعلام من مختلف الأقطار، وقد وجه الدعوة إلى الشيخ عباس القمي فما كان أسرع من أن يجيبه على دعوته مع أنه كان قد شد العزم وصمم على سكنى المشهد الرضوي إلى آخر عمره ولكنه فضل تحمل المشاق ونكران الذات من أجل خدمة الاسلام العظيم فإنه عندما جد الجد، وعلم أن واجبه الشرعي يحتم عليه الانتقال إلى مدينة قم المقدسة للمشاركة مع آية الله