له شأنه في خدمة الاسلام واشادة دعائمه... فوضع العطاء على الطلاب والعلماء، وبذل عليهم بسخاء، وسن نظاما للدراسة، وقرر ترتيبا مقبولا للأشراف على تعليم الطلاب واجراء الامتحان السنوي... وغصت المدارس بأهاليها، وزاد عدد الطلاب والعلماء في أوائل هجرته إليها على الألف، وقام بأعباء اعاشتهم، وتنظيم أدوارهم بهدوء وحكمة...) (1).
وقد شارك العلماء الأفذاذ مؤسسو الحوزة العلمية فهرعوا من كل صوب ومكان لمآزرته ومساعدته واعانته على مشروعه الإلهي الكبير خصوصا بعدما اشتدت المحن والبلايا بالضغوط الجائرة التي أوجدها رضا بهلوي بتطبيق علمنة البلاد الإيرانية ومنع المظاهر الاسلامية بكل اشكالها حتى أنه منع الحجاب ولبس الزي العلمائي وغيرها من الأعمال القبيحة.
وكلما اشتدت المحنة كلما ازداد دعم العلماء للحوزة العلمية في قم، ويبدو أن فكرة انتقال الشيخ القمي إلى قم المقدسة بعدما كان قد عزم على البقاء في مشهد، جاءت أثر تصاعد تلك المضايقات، واشتداد المحن، فان الشيخ القمي قد كتب رسالة عن حياته وذكر فيها انه ما زال مستوطنا المشهد الرضوي المقدس، وكانت السنة هي سنة 1346 (2).
قال العلامة الطهراني: (ولما حل العلامة المؤسس الشيخ عبد الكريم الحائري مدينة قم، وطلب إليه علماؤها البقاء فيها لتشييد حوزة علمية ومركز ديني وأجابهم إلى ذلك كان المترجم له من أعوانه وأنصاره، فقد أسهم بقسط بالغ في ذلك، وكان من أكبر المروجين للحائري، والمؤيدين لفكرته، والعاملين معه باليد واللسان) (3).
وكتب العلامة الطهراني عن حركة الحائري:
" وقد برهن الحائري على بطولة ورجولة وشجاعة وصبر وجلد وثبات