وانصرف في مشهد إلى طبع بعض مؤلفاته، وعكف على تصنيف غيرها (1).
ووفق إلى حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة البقيع (عليهم السلام) للمرة الثالثة من مشهد (2).
وقد لمع اسم الشيخ القمي في هذه المدينة المقدسة وانتشر في بلدان العالم الشيعي خصوصا بعد طبع كتابه مفاتيح الجنان.
كما أنه كان لمجالس وعظه الأثر الكبير في اقبال قلوب المؤمنين وأهل المعرفة إليه وكان يرتقي المنبر في بيت آية الله السيد حسين القمي في العشرة الأولى من محرم الحرام للوعظ والارشاد وذكر الحسين (عليه السلام).
ولم يمتهن الخطابة الحسينية، وانما اتخذها وسيلة لتبليغ رسالته الإلهية وقد نحج في ذلك بمقدار كبير.
كما أنه دعي إلى إمامة صلاة الجماعة في أحد أروقة الحرم الرضوي على مشرفه آلاف التحية والسلام، ولكنه انقطع ولم يستمر.
كما أنه كان يدرس الأخلاق في ليالي الخميس والجمعة في مدرسة (ميرزا جعفر) العلمية في مشهد وكان يحضر تحت منبره حدود الألف مستمع (3).
رجوعه إلى قم المقدسة:
ومع أنه قد شد العزم على البقاء الدائمي في مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) ولكنه قد انثنى عن عزمه الأول بعد قدوم آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري إلى قم المقدسة سنة 1340 ه فهاجر إلى قم المقدسة وصمم على البقاء في هذه المدينة المقدسة بطلب من علمائها وشخصياتها.
وبدأ الحائري يرتب الحوزة العلمية ويمدها بالعلماء الأبرار (فنظم من كان فيها من طلاب العلم تنظيما عاليا، وأعلن عن عزمه على جعلها مركزا علميا يكون