مولاه فعلي هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاء كماذا؟ فقال: ولاء كولايتي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) [المائدة / ٣] فكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الله أكبر تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية على بعدي.
فقام أبو بكر وعمره فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ قال: بل فيه وفى أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله بينهم لنا. قال: على أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولى كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحدا بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على الحوض.
فقالوا كلهم: اللهم نعم قد سمعنا وذلك وشهدنا كما قلت وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.
فقال علي عليه السلام: صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ. أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قام فأخبر به.
فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: يا أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي خليفتي ولذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي وأمركم بولاية وإني راجعت ربى خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني!!.
يا أيها الناس إن الله أمر كم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، وبالزكاة والصوموالحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهد كم أنها لهذا خاصة - ووضع يده على علي بن أبي طالب عليه السلام - ثم لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعد هم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا على حوضي.
أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلده ودينكم وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم. ثم جلسوا.
قال سليم: ثم قال علي عليه السلام: أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم لرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا [الأحزاب / 33] فجمعني وفاطمة وابني الحسن والحسين ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يولهم ويؤذيني ما يؤذيهم ويحرجني ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس وطهر هم تطهيرا. فقالت أم سلمة، وأنا يا رسول الله؟ فقال: أنت إلى خير إنما نزلت في وفى ابنتي وفي أخي علي بن أبي طالب وفى أبني وفى تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ليس معنا فيها لاحد شرك.
فقالوا كلهم: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.
ثم قال علي عليه السلام: أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) [التوبة / 119] فقال سلمان: يا رسول الله عامة هذا أم خاصة؟ قال: أما المؤمنون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي على وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة. قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله أتعلمون أني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك. لم خلقتني؟ فقال: إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي. قالوا: اللهم نعم.
فقال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سما كم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) فقام سلمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس؟ الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج وهم على ملة أبيكم إبراهيم؟
قال: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون الأمة. قال سلمان: بينهم لنا يا رسول الله؟ فقال: أنا وأخي على واحد عشر من ولدي. قالوا: اللهم نعم. فقال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلى أنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض. فقام عمر ابن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله أكل أهل بيتك؟ قال: لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولى كل مؤمن بعدي هو أولهم ثم ابني الحسن. ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا على الحوض، هم شهداء الله في أرضه وحجته على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله. فقالوا كلهم: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك.
ثم تمادى لعلى السؤال فما ترك شيئا إلا ناشد هم الله وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا (وكانوا في) كل ذلك يصدقونه ويشهدون انه حق "