الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٤٦٨
كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت بالنار، وأنا خازنها عليهم حقا أقول يا سلمان إنه لا يعرفني أحد حق معرفتي في الملأ الأعلى. قال: ثم دخل الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال (عليه السلام): يا سلمان! هذان شنفا عرش رب العالمين، بهما تشرق الجنان، وامهما خيرة النسوان، أخذ الله على الناس من الميثاق بي، فصدق من صدق وكذب من كذب، وأنا الحجة البالغة والكلمة الباقية، وأنا سفر السفراء».
قال سلمان: لقد وجدتك في التوراة كذلك وفي الإنجيل كذلك، بأبي أنت وامي يا قتيل كوفان، والله لولا أن يقول الناس رحم الله قاتل سلمان، لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس، لأنك حجة الله الذي به تاب الله على آدم (عليه السلام)، وبه نجى يوسف (عليه السلام) من الجب، وأنت قصة أيوب (عليه السلام) وسبب تغيير نعمة الله عليه.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أتدري ما قصة أيوب (عليه السلام) وسبب تغيير نعمة الله عليه؟» قال: الله اعلم وأنت (1)... إلى آخر الحديث.
إجمالا; يكفي كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا في إثبات أفضلية تلك المخدرة على نساء العالمين، بل في رواية أنها أفضل من الحسنين، فلا تصل النوبة إلى مقارنتها بنساء العالم، وسنذكرها في خصيصة آتية إن شاء الله، ليثبت صحة مجهولية قدرها وهي قطب سماء الرفعة والشان، ونعم ما قيل:
ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد (2) وشواهد مناقبها باهرة، وكراماتها كالشمس ظاهرة، وقد خصها الله بمزايا كثيرة ما شاركها فيها أحد من خليقته كافة، من خشوعها لربها ورهبتها له

(١) البحار ٢٦ / ٢٩٢ ح ٥٢ باب ٦ عن كنز الفوائد.
(2) شرح النهج 7 / 120 خ 108.
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»
الفهرست