لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيوب، وسخاءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وله اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة، بشرني به ربي، وكانت له البشارة عندي، علي محمود عند الخلق، مزكى عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي، ومصاحبي وحبيبي، ورفيقي وآنسني به ربي، سئلت ربي أن لا يقبضه قبلي، وسئلته أن يقبضه شهيدا، دخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر، وقصور علي كعدد البشر، علي مني وأنا من علي، من تولى عليا فقد تولاني، حب علي نعمة، واتباعه فضيلة، دان به الملائكة، وحفت به الجن الصالحون، لم يمش في الأرض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يكن قط عجولا ولا مسترسلا لفساد، ولا منعقدا حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن انثى بعدي أحد إلا كان هو أكرم خروجا منه، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا به، أنزل الله عليه الحكمة ورداه بالفهم، يجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أوحى الله إلى أحد بعدي لأوحى إليه، فزين الله به المحافل وأكرم به العساكر وأخصب به البلاد وأعز به الأجناد، مثله كمثل بيت الله الحرام; يزار ولا يزور، مثله كمثل القمر إذ طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت، وصفه الله تعالى في كتابه ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره وحسن منازله، وهو الكريم حيا والشهيد ميتا» (1).
فمعنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ إلى يوم القيامة» يعني أن ليس في الرجال - سوى علي (عليه السلام) - من يدانيها فضلا وشرفا، فهي أفضل رجال العالمين طرا لعدم وجود «الكفؤ» أي المساوي لها في الفضل والشرف فيهم إلى يوم القيامة.