وهذا معنى قولهم إنها «الكلمة الجامعة للمفاخر والفضائل نسبا وحسبا» ولولاها لكانت أم الفضائل ثكلى، فالحمد لله الذي فضلها على العباد، وجمع لها بين طريف الفضل والتلاد، وألبسها ملابس التقوى والمفاخرة، وأعلى مقامها في الدنيا والآخرة.
والأحاديث في فضيلة تلك المخدرة كثيرة، حتى أن المجلسي روى حديثا يدل على أفضليتها (عليها السلام) على الحسنين، وبيانه مفصلا في الخصيصة الثانية عشر، وعليه فالمسلم أفضلية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) عليها، أما غيرها فمحل خلاف.
وأي فضيلة أعلى وأفضل لفاطمة من تلك التي ذكرها سيد الأنبياء حينما عدد مناقب علي الثمانية، فجعل زواجه بفاطمة أحدها، كما في الحديث الصحيح المفصل الذي رواه الدارقطني بسند ينتهي إلى أبي سعيد الخدري عن النبي - في حديث قال في آخره -:
«يا فاطمة! ولعلي ثمانية أضراس - يعني بالأضراس المناقب -: إيمان بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، والنهي عن المنكر.
يا فاطمة! اعطينا أهل البيت ست خصال لم يدركها أحد من الأولين والآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء; وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء; وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء; وهو حمزة عم أبيك، ومنا سبطا هذه الأمة; وهما ابناك، ومنا مهدي هذه الامه الذي يصلي خلفه عيسى (عليه السلام)». ثم ضرب على منكب الحسين (عليه السلام) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من هذا (1).