آمنت أنا ومن سبق الناس إلى الإيمان، فتقدمهم إلى رضاء الرحمن، وتفرد دونهم بقمع أهل الطغيان، وقطع بحججه وواضح بيانه معاذير أهل البهتان.
آمنت به أنا وعلي بن أبي طالب الذي جعله الله لي سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا وسندا وعضدا، لا ابالي من خالفني إذا وافقني، ولا أكثرت من ازور عني إذا ساعدني.
آمنت به ومن زين الله به الجنان وملأ بشانئه طبقات النيران، ولم يجعل أحدا من أمتي يكافيه ولا يدانيه، لن يضرني عبوس المعبسين منكم إذا تهلل وجهه، ولا إعراض المعرضين منكم إذا خلص لي وده، علي بن أبي طالب الذي لو كفر الخلق كلهم من أهل السماوات والأرضين لنصر الله عز وجل به وحده هذا الدين، والذي لو عاداه الخلق كلهم لبرز إليهم أجمعين» (1).
فهذا هو علي (عليه السلام) كما يصفه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا نظير له ولا عديل، ولولاه لما كان لفاطمة كفؤ ولا كان لوجود فاطمة المقدس زوج، وهذا الأمر ليس خاصا بالدنيا، فهو (عليه السلام) ليس له زوجة في الآخرة سوى فاطمة الطاهرة (عليها السلام)، وهو دليل أشرفيتها على وجه العموم، حيث لا يشاركها في هذا الأمر غيرها، وهي خصوصية اختص الله به حبيبته، فالحور العين في الجنة تنتسب إلى سائر المؤمنين نسبة الزوجية كما في الدعاء «وزوجني من الحور العين». إلا في الوجود المقدس لأمير المؤمنين، فزوجته فاطمة (عليها السلام) والحور العين خدم وإماء، وذلك كرامة لفاطمة على الله وغيرة لها ولنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم).
ويشهد لذلك ما رواه السيد هاشم البحراني عن كتاب مناقب فاطمة مسندا