عثمان فوضع لبنة، ثم قال للنا: " ضعوا "، فوضعوا (1).
وروى الإمام أحمد والترمذي وحسنه في حديث قصة إشراف عثمان يوم الدار، عن ثمامة بن حزن القشيري، والإمام أحمد والدارقطني عن الأحنف بن قيس، أن عثمان رضي الله عنه، أشرف على الناس فقال: " أههنا علي "؟ قالوا: نعم. قال: " أههنا طلحة "؟ قالوا: نعم. قال:
" أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من يبتاع بقعة بني فلان فليزيدها في المسجد بخير منها في الجنة؟ " وفي رواية: " غفر الله له ". فاشتريتها من صلب مالي بعشرين ألفا فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: قد ابتعتها. فقال: " اجعلها في مسجدنا ولك أجرها ". قالوا: " اللهم نعم " (2).
وروى الزبير بن بكار عن نافع بن جبير، وداود بن قيس، وابن شهاب وإسماعيل بن عبد الله الأزدي عن رجل من الأنصار، والطبراني بسند رجاله ثقات، عن الشموس بنت النعمان رضي الله عنها، ويحيى بن الحسن عن الخليل بن عبد الله الأسدي عن رجل من الأنصار، عن ابن عجلان والغرافي - بالغين المعجمة والفاء في ذيله - عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام رهطا على زوايا المسجد ليعدل القبلة، فأتاه جبريل، فقال: يا رسول الله ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة "، ثم قال بيده هكذا فانماط كل جبل بينه وبينها فوضع تربيع المسجد، وهو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شئ.
فلما فرغ قال جبريل بيده فأعاد الجبال والشجر والأشياء على حالها وصارت قبلته إلى الميزاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما وضعت قبلة مسجدي هذا حتى رفعت لي الكعبة فوضعتها أمامها " (3).
وقال الإمام مالك رحمه الله كما في العتبة: " سمعت أن جبريل هو الذي أقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلة مسجد المدينة ". وروى البخاري وأبو داود عن نافع، وأبو داود عن طريق ابن عطية، كلاهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سواريه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جذوع النخل وأعلاه مظلل بجريد النخل، ثم أنها نخرت في خلافة أبي بكر فبناه بجذوع النخل وبجريد النخل، ولم يزد فيه، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا، ثم أنها نخرت في خلافة عثمان، فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عماده من حجارة