الموحدة وسكون الشين المعجمة بعدها مثناة فوقية - في شرح المصابيح والطيبي في شرح المشكاة والحافظ والشيخ وغيرهم رحمهم الله تعالى أن جميع ما ورد في شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك مما يجب التسليم له دون تعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شئ من ذلك. ويؤيده الحديث الصحيح أنهم كانوا يرون أثر المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وما وقع من بعض جهلة العصر من إنكار ذلك وحمله على الأمر المعنوي وإلزام قائله القول بقلب الحقائق، فهو جهل صريح وخطأ قبيح نشأ من خذلان الله تعالى لهم وعكوفهم على العلوم الفلسفية وبعدهم عن دقائق السنة. عافانا الله تعالى من ذلك.
الثالث: قال العلامة ابن المنير - بضم الميم وفتح النون وكسر التحتية المشددة رحمه الله تعالى: وشق الصدر له صلى الله عليه وسلم وصبره عليه من جنس ما ابتلى به الله الذبيح وصبر عليه، بل هذا أشق وأجل لأن تلك معاريض وهذه حقيقة، وأيضا فقد تكرر ووقع له صلى الله عليه وسلم وهو صغير يتيم بعيد من أهله صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا.
الرابع: سئل شيخ الإسلام أبو الحسن السبكي رحمه الله تعالى عن العلقة السوداء التي أخرجت من قلبه صلى الله عليه وسلم حين شق فؤاده وقول الملك: هذا حظ الشيطان منك.
فأجاب رحمه الله تعالى: بأن تلك العلقة خلقها الله تعالى في قلوب البشر قابلة لما يلقيه الشيطان فيها فأزيلت من قلبه صلى الله عليه وسلم فلم يبق فيه مكان لأن يلقي الشيطان فيه شيئا. هذا معنى الحديث ولم يكن للشيطان فيه حظ. وأما الذي نفاه الملك هو أمر في الجبلات البشرية فأزيل القابل الذي لم يكن يلزم من حصوله حصول القذف في القلب.
قيل له: فلم خلق الله تعالى هذا القابل في هذه الذات الشريفة، وكان يمكن أن لا يخلقه الله تعالى فيها؟ فقال: إنه من جملة الأجزاء الإنسانية فخلقه تكملة للخلق الإنسان ولا بد منه ونزعه كرامة ربانية طرأت.
وقال غيره: لو خلق الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم سليما فيها لم يكن للآدميين اطلاع على حقيقته، فأظهره الله تعالى على يد جبريل عليه الصلاة والسلام ليتحقق كمال باطنه كما برز لهم مكمل الظاهر.
الخامس: قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة (1) - وهو بجيم مفتوحة فراء مهملة