وروى الإمام أحمد ومسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأهذه فصرعه فشق عن قلبه واستخرج لقلب ثم شق القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه فأعادة مكانه. وجعل الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل فجاؤوه وهو منتقع اللون. قال أنس: فلقد كنت أرى أثر المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم.
وروى الإمام أحمد والدارمي والحاكم وصححه والطبراني والبيهقي وأبو نعيم، عن عتبه بن عبد - بغير إضافة - السلمي (1) رضي الله تعالى عنه، أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت: يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا. فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل إلي طائران كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه: إيتني بماء ثلج فغسلا به جوفي - ثم قال: إيتني بماء برد فغسلا به قلبي. ثم قال: إيتني بالسكينة فذراها في قلبي. ثم قال أحدهما لصاحبه حصه. فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة. وذكر الحديث.
تفسير الغريب الظئر ومنتقع اللون. تقدما في شرح غريب قصة الرضاع. المخيط بكر الميم: ما يخاط به. البهم وزن فلس - جمع بهمة وهي الصغير من أولاد الغنم.
نسران: تثنية نسر - طائر معروف والجمع أنسر ونسور مثل فلس وأفلس وفلوس.
ذراها بذال معجمة: حشياها.
حصه بحاء مهملة مضمومة: أي خطه يقال حاص الثوب يحوصه حوصا إذا خاطه.
المرة الثانية: وهو صلى الله عليه وسلم ابن عشر سنين.
روى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقات، وابن حبان والحاكم وأبو نعيم وابن عساكر والضياء، في (المختارة) عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قال: يا رسول الله ما أول ما ابتدئت به من أمر النبوة؟
قال: إني لفي صحراء أمشي ابن عشر حجج إذا أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه: