زاد الواقدي: وعلى بني عبس وغسان وبني محارب وبني فزارة وبني مرة وبني سليم وبني نصر بن هوازن وبني ثعلبة بن عكابة - بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة - وبني الحارث بن كعب وبني عذرة وقيس بن الخطيم. وساق أخبارهم.
وروى محمد بن عمر الأسلمي عن عامر بن سلمة الحنفي وكان قد أسلم في آخر عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: نسأل الله أن لا يحرمنا الجنة، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءنا ثلاثة أعوام بعكاظ ومجنة وبذي المجاز، يدعونا إلى الله - عز وجل - وأن نمنع له ظهره حتى يبلغ رسالات ربه، ويشرط لنا الجنة، فما استجبنا له ولا رددنا عليه ردا جميلا فخشنا عليه وحلم عنا. قال عامر: فرجعت إلى هجر في أول عام فقال لي هودة بن علي: هل كان في موسمكم هذا خبر؟ قلت: رجل من قريش يطوف على القبائل يدعوهم إلى الله تعالى وحده وأن يمنعوا ظهره حتى يبلغ رسالة ربه ولهم الجنة. فقال هودة: من أي قريش هو؟ قلت: هو من أوسطهم نسبا من بني عبد المطلب. قال هودة: أهو محمد بن عبد المطلب؟ قلت: هو هو. قال: أما إن أمره سيظهر على ما هاهنا. فقلت: هنا قط من بين البلدان؟ قال: وغير ما هاهنا. ثم وافيت السنة الثانية هجر فقال: ما فعل الرجل؟ فقلت: والله رأيته على حاله في العام الماضي. قال: ثم وافيت في السنة الثالثة هي آخر ما رأيته وإذا بأمره قد أمر وإذا ذكره كثر في الناس. الحديث.
وروى الحاكم والبيهقي وأبو نعيم وقاسم بن ثابت عن علي رضي الله عنه قال: لما أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه. فذكر الحديث إلى أن قال: ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر فسلم فقال: من القوم؟
قالوا: من شيبان بن ثعلبة. فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: بأبي وأمي هؤلاء عزر الناس وفيهم مفروق بن عمرو وهانئ وابن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم لسانا وجمالا وكانت له غديرتان تسقطان على تربيته، وكان أدنى القوم مجلسا من أبي بكر فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق: إنا لا نزيد على الألف ولن تغلب ألف من قلة. فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟ فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى، وأشد ما نكون لقاء حي نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخا قريش؟ فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فها هو ذا. فقال مفروق إلام تدعونا يا أخا قريش؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني فإن قريشا قد تظاهرت على الله وكذبت رسوله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد.