جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ١١٠
و [ورد أيضا] عن أسماء بنت عميس ولفظه:
كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي فكره أن يتحرك حتى غابت الشمس ولم يصل العصر فلما استيقظ [النبي] ذكر له أنه لم يصل العصر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يرد الشمس عليه فأقبلت الشمس [و] لها خوار حتى ارتفعت قدرها فصلى [علي] ثم رجعت (1).
اللهم صل وسلم عليه.

(1) حديث الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس قد ورد في مصادر كثيرة بأسانيد مختلفة متكثرة وأحببنا أن نذكره هاهنا برواية أبي الخير الطالقاني القزويني في الباب: " 18 " من كتاب الأربعين المنتقى قال:
أخبرنا زاهر بن طاهر [قال:] أخبرنا بأحمد بن الحسين البيهقي وغيره إذنا قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو زكريا العنبري أنبأنا أبو عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم الحافظ أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني أنبأنا علي بن هاشم بن البريد عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن علي بن حسن؟ عن فاطمة بنت علي:
عن أسماء بنت عميس أن رأس رسول الله صلى الله عليه [آله وسلم] كان في حجر علي فكره أن يحركه متى غابت الشمس ولم يصل [علي] العصر ففرغ رسول الله صلى عليه وآله وسلم وذكر علي أنه لم يصل العصر فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله عز وجل له أن يرد الشمس عليه فأقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت في قدر ما كانت في وقت العصر - قالت: - فصلى [علي] ثم رجعت.
وبه [أي بالسند المتقدم] قال الحاكم: حدثني عبد الله بن حامد أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر أنبأنا محمد بن عبيد الكندي أنبأنا عبد الرحمان بن شريك حدثني أبي:
عن عروة بن عبد الله قال: دخلت على فاطمة بنت علي فرأيت في عنقها خرزة ورأيت في يديها مسكتين غليظتين وهي عجوز كبيرة فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: إنه يكره للمرأة أن تشبه بالرجال.
ثم حدثتني عن أسماء بنت عميس حديثها: أن علي بن أبي طالب دفع إلى نبي الله صلى الله عليه و [آله] وسلم وقد أوحي إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس تقول: غابت الشمس أو كادت أن تغيب.
ثم إن نبي الله صلى الله عليه [وآله] وسلم سرى عنه فقال: أصليت يا علي؟ قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: اللهم رد الشمس على علي.
[قالت:] فرجعت الشمس حتى بلغت فصف المسجد.
ولمزيد التحقيق وإعلاء الحق وإحياء تراث المنصفين نذكرها هنا رسالتي رد الشمس للحافظ الشهير السيوطي وتلميذه محمد بن يوسف الدمشقي.
كتاب كشف اللبس في حديث رد الشمس للحافظ جلال الدين السيوطي رضي الله عنه ونفعنا به والمسلمين آمين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فإن حديث رد الشمس معجزة لنبينا صلى الله عليه وسلم صححه الإمام أبو جعفر الطحاوي وغيره وأفرط الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي فأورده في كتاب الموضوعات وهذا جزء في تتبع طرقه وبيان حاله سميته كشف اللبس في حديث رد الشمس:
1 - قال ابن الجوزي في الموضوعات -: أخبرنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن ضافر أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن مندة أنبأنا أبي حدثنا عثمان بن أحمد التنيسي حدثنا أبو أمية حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين:
عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غابت الشمس فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: صليت العصر؟ قال: لا قال: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة نبيك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت. قال الجوزقاني: هذا حديث منكر مضطرب.
وقال المؤلف: موضوع اضطربت فيه الرواة فرواه سعيد بن مسعود عن عبيد الله بن موسى عن فضيل عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين عن فاطمة بنت علي عن أسماء وفضيل ضعفه يحيى وقال: ابن حبان يروي الموضوعات ويخطئ على الثقات * (1).
2 - ورواه [أيضا] ابن شاهين [قال:] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا عبد الرحمان بن شريك حدثنا أبي عن عروة بن عبد الله بن قشير عن فاطمة بنت علي بن بأبي طالب عن أسماء به. [قال ابن الجوزي:] وعبد الرحمان قال أبو حاتم: واهي الحديث. وشيخ ابن شاهين هو ابن عقدة راضي رمي بالكذب وهو المتهم به 3 - ورواه ابن مرديويه من طريق داود بن فراهيج عن أبي هريرة قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي ولم يكن صلى العصر حتى غربت الشمس فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فردت عليه الشمس حتى صلى ثم غابت ثانية.
[قال ابن الجوزي:] وداوود ضعفه شعبة.
[قال السيوطي:] قلت: فضيل الذي أعل به الطريق الأول ثقة صدوق احتج به مسلم في بصحيحه وخرج له الأربعة.
وعبد الرحمان بن شريك وإن وهاه أبو حاتم فقد وثقه غيره وروى عنه البخاري في الأدب [المفرد].
وابن عقدة من كبار الحفاظ والناس مختلفون في مدحه وذمه قال: الدارقطني: كذب من اتهمه بالوضع.
وقال حمزة السهمي: ما يتهمه بالوضع إلا طبل (2).
وقال أبو علي الحافظ: أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم.
وداود [بن فراهيج] وثقه قوم وضعفه آخرون.
ثم الحديث صرح جماعة من الأئمة والحفاظ بأنه صحيح قال القاضي عياض في [كتاب] الشفاء:
[و] خرج الطحاوي في [كتاب] مشكل الحديث (3) عن أسماء بنت عميس من طريقين أن النبي صلى
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 105 107 108 109 110 110 110 110 110 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 5
2 مقدمة المؤلف 11
3 الباب الأول: في ذكر نسبه الشريف 25
4 الباب الثاني: في ذكر أسمائه الشريفة 29
5 الباب الثالث: في صفته عليه السلام ومولده وعمره 35
6 الباب الرابع: في أنه عليه السلام كان أول من أسلم 37
7 الباب الخامس: في تربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا حال طفولته 39
8 الباب السادس: في كفالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وإسلامه 41
9 الباب السابع: في هجرته عليه السلام إلى المدينة 47
10 الباب الثامن: في أنه عليه السلام أول من يجثو للخصومة يوم القيامة 49
11 الباب التاسع: في أنه عليه السلام أول من يقرع باب الجنة، وفي ذكر خصائصه عليه السلام وما حباه الله تعالى به 51
12 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بأنه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى 57
13 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بإخاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم 69
14 الباب الحادي عشر: أن ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلبه 73
15 الباب الثاني عشر: في أنه ذائد الكفار والمنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذكر جملة أخرى من خصائصه عليه السلام منها إنه مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 75
16 الباب الثالث عشر: في أنه عليه السلام مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 83
17 الباب الثالث عشر: أنه عليه السلام ولي كل مؤمن بعده، وأنه منه 87
18 الباب الرابع عشر: في حقه عليه السلام على المسلمين، واختصاصه بأن جبريل منه، واختصاصه بتسليم الملائكة عليه، واختصاصه بتأييد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم به 91
19 الباب الخامس عشر: في اختصاصه عليه السلام بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 95
20 الباب السادس عشر: في اختصاصه عليه السلام بإقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه مقام نفسه في نحر بدنه، وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه 99
21 الباب السابع عشر: اختصاصه عليه السلام بمغفرة من الله يوم عرفة، وأنه لا يجوز أحد على السراط إلا من كتب له علي الجواز 101
22 الباب الثامن عشر: في أنه سيد العرب وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنصار على حبه عليه السلام 105
23 الباب التاسع عشر: في اختصاصه بالوصاية بالإرث 107
24 الباب العشرون: في اختصاصه عليه السلام برد الشمس عليه 109
25 كتاب كشف اللبس في حديث رد الشمس للحافظ جلال الدين السيوطي 111
26 رسالة مزيل اللبس عن حديث رد الشمس تأليف العلامة أبي عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي 121
27 الباب الحادي والعشرون: في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها 147
28 الباب الثاني والعشرون: في أنه وزوجته وبنيه من أهل البيت عليهم السلام 171
29 الباب الثالث والعشرون: في أنه صلى الله عليه وآله وسلم حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم 173
30 الباب الرابع والعشرون: في اختصاصه بإدخال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه معه في ثوبه يوم مات 175
31 الباب الخامس والعشرون: في إعطائه الراية يوم خيبر 177
32 الباب السادس والعشرون: في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة وفي لبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، وفي وقوفه بين سيدنا إبراهيم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل العرش، وأنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 181
33 الباب السابع والعشرون: في سد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 185
34 الباب الثامن والعشرون: في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر 189
35 الباب التاسع والعشرون: في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن، وفي اختصاصه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 191
36 الباب الثلاثون: في أنه حجة الله على أمته، وأنه باب مدينة العلم، وأنه أكثر الأمة علما 193
37 الباب الحادي والثلاثون: في إحالة جميع الصحابة عما يسألون عنه من العلوم عليه 197
38 الباب الثاني والثلاثون: في أنه عليه السلام أقضى الأمة، وفي أنه دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ولاه اليمن، وفي أنه لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني سواه 203
39 الباب الثالث والثلاثون: فيما خص به من الاختصاص بما لم يخص به أحد من الصحابة ولا غيرهم سواه، ووقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 209
40 الباب الرابع والثلاثون: في وقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 215
41 الباب الخامس والثلاثون: فيما نزل في شأنه عليه السلام من الآيات 219
42 الباب السادس والثلاثون: في بيان أفضليته عليه السلام 223
43 الباب السابع والثلاثون: في شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالجنة 227
44 الباب الثامن والثلاثون: في أنه ذائد المنافقين هن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ما فيه يوم القيامة، وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 233
45 الباب التاسع والثلاثون: في منزلته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة الله ورسوله له، وشفقته عليه، ورعايته، ودعائه له وطروقته إياه ليلا يأمره بالصلاة، وكسوته الثوب الحرير 239
46 الباب الأربعون: في الحث على محبته، والزجر عن بغضه 247
47 الباب الحادي والأربعون: في شوق أهل السماء والأنبياء الذين هم في السماء إليه، وفي ذكر مباهاة الله سبحانه وحملة عرشه به، وفي ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه مغفور له، وفي علمه وفقهه صلوات الله وسلامه عليه 257
48 الباب الثاني والأربعون: في كراماته، وشجاعته، وشدته في دين الله، ورسوخ قدمه في الايمان، وتعبده، وأذكاره وأدعيته عليه السلام 263
49 الباب الثالث والأربعون: في كرمه عليه السلام وما كان فيه من ضيق العيش 271
50 الباب الرابع والأربعون: فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش وخشونته وورعه وحيائه وتواضعه 279
51 الباب الرابع والأربعون: في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما جمع الله فيه من الصفات الجميلة في الجاهلية والاسلام، وإسلام قبيلة همدان على يده، وتخفيف الله عن الأمة بسببه 287
52 الباب الخامس والأربعون: في خلافته عليه السلام، وذكر ما جاء في صحتها، والتنبيه على ما ورد في ذلك من الأحاديث والاخبار والآثار 289
53 الباب السادس والأربعون: في بيعته عليه السلام ومن تخلف عنها 293
54 الباب السابع والأربعون: في ذكر حاجبه عليه السلام، ونقش خاتمه، وابتداء شخوصه من المدينة، وما رواه أبو بكر وعمر في حفه، وما قالا وصرحا به من فضله وخصائصه 295
55 الباب الثامن والأربعون: في ذكر شئ من خطبه، وذكر شئ من كلامه عليه السلام 299
56 الباب التاسع والأربعون: في ذكر شئ من مواعظه عليه السلام 301
57 الباب التاسع والأربعون: في خطبه عليه السلام ومواعظه الجامعة 305
58 الباب الخمسون: في كتبه عليه السلام إلى معاوية وإلى عماله وغيرهم، وفي أجوبة معاوية له، وفيما أوصى عليه السلام به من وصاياه النافعة والكلمات الجامعة 357