فإن أنتم معاشر أمة محمد سمعتم قولي وأطعتم أمري أقمتكم على المحجة البيضاء من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإن أبيتم عاقبتكم بسيفي هذا حتى يحكم الله بيني وبينكم وهو خير الحاكمين.
وخطب عليه السلام [خطبته المعروفة بالديباج] فقال:
الحمد لله فاطر الخلق وفالق الاصباح ومحيي الموتى وباعث من في القبور.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإن أفضل ما / 54 / ب / توسل به المتوسلون الايمان بالله [وبرسوله] والجهاد في سبيله [وكلمة الاخلاص فإنها الفطرة] (1) وإقامة الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها الفريضة وصوم [شهر] رمضان [فإنه] جنة من عذابه، وحج البيت فإنه منفاة للفقر ومدحظة للذنوب، وصلة الرحم [فإنها مثراة في المال ومنسأة في الاجل وصنع المعروف فإنه] يدفع ميتة السوء ويقي مصارع الهوان (2) وصدقة السر فإنها تكفر الخطايا وتطفئ غضب الرب.
أفيضوا في ذكر الله فإنه أحسن الذكر وارغبوا فيما وعد المتقون فإن وعد الله أصدق الوعد واقتدوا بهدى محمد صلى عليه [وآله] وسلم فإنه أحسن الهدي واستنوا بسنته فإنها أعظم السنن (3) وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [203 / الأعراف: 7] [وإذا هديتم لعلمه فاعملوا بما علمتم به لعلكم تهتدون ف] إن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الذي لا يستفيق عن جهله (4) بل الحجة