الحمد لله كثيرا على كل حال بالغدو والآصال (1) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله بعثه رحمة لعباده وحياة لبلاده [حين] امتلأت الأرض ضلالة وفتنا وعبد الشيطان في أكنافها واستولى عدو الله [إبليس] على أهلها فكان مما أطفأ لله به نيرانها وأخمد به شرارها ونزع به أوتادها محمد بن عبد الله رسوله إمام الهدى والنبي المصطفى. (2).
ثم إني يعلم الله أني قد كنت كارها للحكومة بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى أكرهتموني عليها ودخلت منزلي فاستخرجتموني وقبضت يدي فبسطتموها وتداككتم علي كتداك الإبل الهيم عند ورودها حتى حسبت أن تقتلوني [أ] ويقتل بعضكم بعضا (3) فخفت أن لا يسعني ردكم حتى اجتمع [علي] ملؤكم فبايعوني طائعين غير مكرهين ثم خالفني منكم مخالفون ونكث ناكثون على غير حدث ولا جور في حكم الله [الذي] حكمت به فحكم الله بيني وبينهم وهو خير الحاكمين.
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من وال من أمتي إلا ويجئ يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه على رؤس الخلائق ثم ينشر كتابه فتقرأ الملائكة سيرته فإن كان عادلا نجا، وإن كان جائرا هوى ثم ينتقض به الصراط إلى الدرك الأسفل من النار (4).