جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ٢٤٢
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه ليلا فقال: ألا تصلون؟
فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.
[قال:] فانصرف حين قلت ذلك فسمعته وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول: (وكان الانسان أكثر شئ جدلا) [54 / الكهف: 18].
أخرجه مسلم والنسائي والترمذي (1).

(١) أما مسلم فرواه في الحديث (١٧) وما بعده من الباب الثاني من كتاب اللباس والزينة من سننه: ج ٣ ص ١٦٤٤.
ورواه أيضا البخاري - وهو من كبار تلاميذ حريز الحمصي - كما سيصرح به المصنف في ذيل الحديث التالي - فإنه لا عجاب بالحديث أورده أربع مواضع من جامعه المسمى بالصحيح؟!
فرواه في الباب الخامس من كتاب التهجد، كما في شرح الكرماني على البخاري: ج ٥ ص ١٨٨، وتفسير سورة الكهف من كتاب التفسير: ج ١٨، ص ١٨٨ وفي أواسط كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: ج ٢٥ ص ٧٣ وباب المشيئة والإرادة من كتاب التوحيد: ج ٢٥ ص ١٦٩.
وأيضا يجد الطالب الحديث: مشروحا تحت الرقم: (١١٢٧) في الباب الخامس من كتاب التهجد من فتح الباري: ج ٣ ص ١٠ وكذلك في الباب: (٣١) وهو " باب في المشيئة والإرادة " من كتاب التوحيد: ج ١٣، ص ٤٤٦. كما يجده الباحث بلا شرح في تفسير الآية: (٥٤) من سورة الكهف من كتاب التفسير، منه: ج ٨ ص ٤٠٧. وأيضا يجده الطالب مشروحا في الباب: (١٨) من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: ج ١٣، ص ٣١٤.
وفي جميع الموارد من مصادر الحريزيين السند ينتهي إلى ابن شهاب الزهري من المنقطعين إلي طواغيت بني أمية، المفارقين عن أولياء الله اختلقها لهم حينما كان مولعا باللصوق بهم ومنهوما بلحس أوانيهم وجر ما لديهم من أموال الفقراء والمساكين وما اغتصبوه من ذوي القربى وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان في أكثر أيامه ملازما لهم مواتيا بما يحبونه. ولذا منعت أخته من الاخذ عنه والرواية منه، كما رواه الحافظ ابن عساكر، في الحديث: (٥٦٤) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٦٥ ط ٢ قال:
قال جعفر بن إبراهيم الجعفري [المترجم في لسان الميزان: ج ٢ ص ١٠٦]: كنت عند الزهري أسمع منه، فإذا عجوز قد وقفت علي فقالت: يا جعفري لا تكتب عنه فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم!! فقلت [للزهري] من هذه؟ قال: [هي] أختي رقية خرفت. قالت: [بل] خرفت أنت كتمت فضائل آل محمد، وقد حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
[ثم قالت:] وحدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله؟!
والحديث الثاني هذا رواه أحمد بسنده عن البراء بن عازب في أواسط مسنده من كتاب المسند: ج ٤ ص ٢٨٦، وأوائل مسند أبي ذر ج ٥ ص ١٤٦.
ورواه عنهم الغزالي والفيض في إحياء العلوم: ج ٢ ص ١٧٤، والمحجة البيضاء: ج ٣ ص ٢٨٧ و ٢٩١.
وأيضا الزهري نفسه قد صدق ما قالته أخته قولا وعملا، أما تصديقه العملي فإنه كان من مشيدي أمراء بني أمية ومشاوريهم ومن قضاتهم ومرتزقتهم وكان من تلامذة عروة بن الزبير الذي ورث بغض أهل البيت عن كلاله وكانا ينالان من علي الذي حبه إيمان وبغضه نفاق بصريح الأثر المقطوع الصدور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكور في صحاح آل أمية: " يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ".
فليراجع ترجمة الزهري من تاريخ دمشق: ج ١٥، ص ٩٧٥ - ١٠٢٧، ومختصره: ج ٢٣ ص ٢٢٧ سير أعلام النبلاء: ج ٥ ص ٣٢٦ - 350.
وأما اعترافه قولا فأنه أخبر معمرا [أنه حدثه] عكرمة عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم واختلافهم في دينهم وإنه آخذ هذه الأمة بالسنين ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب؟!!
قال معمر: حدثني [به] الزهري في مرضة مرضها، ولم أسمعه يحدث عن عكرمة قبلها - أحسبه ولا بعدها - فلما بل من مرضه ندم فقال لي: يا يماني اكتم هذا الحديث واطوه دوني فإن هؤلاء - يعني بني أمية - لا يعذرون أحد في تقريظ علي وذكره!!
[قال معمر: ف‍] قلت [له]: فما بالك أو عبت مع القوم وقد سمعت الذي سمعت؟ قال: حسبك يا هذا إنهم شركونا في لهاهم فانحططنا لهم في أهوائهم!!!
هذا موجز ما رواه الحافظ ابن المغازلي في الحديث: (186) من كتاب مناقب أمير المؤمنين.
وصدر الحديث - بسند آخر عن عبد الرزاق، عن معمر - رواه كل من ابن عدي والذهبي وابن حجر في ترجمة الحسن بن عثمان التستري من كتاب الكامل والميزان ولسانه.
ورواه الديلمي بسند آخر عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري... كما في أواسط مناقب علي عليه السلام من اللآلي المصنوعة: ج 1، ص 368 ط دار المعرفة بيروت.
وإذا انكشف بطلان الحديث بطل جميع ما فرعه عليه تلاميذ حريز وتلاميذ تلاميذه، ومن أراد المزيد فعليه بشرح المختار: (57) من نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 101 ط مصر، وكتاب الإمامة الكبرى: ج 1 ص 48 - 53. والغدير ج ص
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 239 240 241 242 244 245 247 248 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 5
2 مقدمة المؤلف 11
3 الباب الأول: في ذكر نسبه الشريف 25
4 الباب الثاني: في ذكر أسمائه الشريفة 29
5 الباب الثالث: في صفته عليه السلام ومولده وعمره 35
6 الباب الرابع: في أنه عليه السلام كان أول من أسلم 37
7 الباب الخامس: في تربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا حال طفولته 39
8 الباب السادس: في كفالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وإسلامه 41
9 الباب السابع: في هجرته عليه السلام إلى المدينة 47
10 الباب الثامن: في أنه عليه السلام أول من يجثو للخصومة يوم القيامة 49
11 الباب التاسع: في أنه عليه السلام أول من يقرع باب الجنة، وفي ذكر خصائصه عليه السلام وما حباه الله تعالى به 51
12 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بأنه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى 57
13 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بإخاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم 69
14 الباب الحادي عشر: أن ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلبه 73
15 الباب الثاني عشر: في أنه ذائد الكفار والمنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذكر جملة أخرى من خصائصه عليه السلام منها إنه مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 75
16 الباب الثالث عشر: في أنه عليه السلام مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 83
17 الباب الثالث عشر: أنه عليه السلام ولي كل مؤمن بعده، وأنه منه 87
18 الباب الرابع عشر: في حقه عليه السلام على المسلمين، واختصاصه بأن جبريل منه، واختصاصه بتسليم الملائكة عليه، واختصاصه بتأييد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم به 91
19 الباب الخامس عشر: في اختصاصه عليه السلام بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 95
20 الباب السادس عشر: في اختصاصه عليه السلام بإقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه مقام نفسه في نحر بدنه، وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه 99
21 الباب السابع عشر: اختصاصه عليه السلام بمغفرة من الله يوم عرفة، وأنه لا يجوز أحد على السراط إلا من كتب له علي الجواز 101
22 الباب الثامن عشر: في أنه سيد العرب وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنصار على حبه عليه السلام 105
23 الباب التاسع عشر: في اختصاصه بالوصاية بالإرث 107
24 الباب العشرون: في اختصاصه عليه السلام برد الشمس عليه 109
25 كتاب كشف اللبس في حديث رد الشمس للحافظ جلال الدين السيوطي 111
26 رسالة مزيل اللبس عن حديث رد الشمس تأليف العلامة أبي عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي 121
27 الباب الحادي والعشرون: في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها 147
28 الباب الثاني والعشرون: في أنه وزوجته وبنيه من أهل البيت عليهم السلام 171
29 الباب الثالث والعشرون: في أنه صلى الله عليه وآله وسلم حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم 173
30 الباب الرابع والعشرون: في اختصاصه بإدخال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه معه في ثوبه يوم مات 175
31 الباب الخامس والعشرون: في إعطائه الراية يوم خيبر 177
32 الباب السادس والعشرون: في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة وفي لبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، وفي وقوفه بين سيدنا إبراهيم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل العرش، وأنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 181
33 الباب السابع والعشرون: في سد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 185
34 الباب الثامن والعشرون: في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر 189
35 الباب التاسع والعشرون: في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن، وفي اختصاصه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 191
36 الباب الثلاثون: في أنه حجة الله على أمته، وأنه باب مدينة العلم، وأنه أكثر الأمة علما 193
37 الباب الحادي والثلاثون: في إحالة جميع الصحابة عما يسألون عنه من العلوم عليه 197
38 الباب الثاني والثلاثون: في أنه عليه السلام أقضى الأمة، وفي أنه دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ولاه اليمن، وفي أنه لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني سواه 203
39 الباب الثالث والثلاثون: فيما خص به من الاختصاص بما لم يخص به أحد من الصحابة ولا غيرهم سواه، ووقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 209
40 الباب الرابع والثلاثون: في وقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 215
41 الباب الخامس والثلاثون: فيما نزل في شأنه عليه السلام من الآيات 219
42 الباب السادس والثلاثون: في بيان أفضليته عليه السلام 223
43 الباب السابع والثلاثون: في شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالجنة 227
44 الباب الثامن والثلاثون: في أنه ذائد المنافقين هن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ما فيه يوم القيامة، وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 233
45 الباب التاسع والثلاثون: في منزلته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة الله ورسوله له، وشفقته عليه، ورعايته، ودعائه له وطروقته إياه ليلا يأمره بالصلاة، وكسوته الثوب الحرير 239
46 الباب الأربعون: في الحث على محبته، والزجر عن بغضه 247
47 الباب الحادي والأربعون: في شوق أهل السماء والأنبياء الذين هم في السماء إليه، وفي ذكر مباهاة الله سبحانه وحملة عرشه به، وفي ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه مغفور له، وفي علمه وفقهه صلوات الله وسلامه عليه 257
48 الباب الثاني والأربعون: في كراماته، وشجاعته، وشدته في دين الله، ورسوخ قدمه في الايمان، وتعبده، وأذكاره وأدعيته عليه السلام 263
49 الباب الثالث والأربعون: في كرمه عليه السلام وما كان فيه من ضيق العيش 271
50 الباب الرابع والأربعون: فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش وخشونته وورعه وحيائه وتواضعه 279
51 الباب الرابع والأربعون: في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما جمع الله فيه من الصفات الجميلة في الجاهلية والاسلام، وإسلام قبيلة همدان على يده، وتخفيف الله عن الأمة بسببه 287
52 الباب الخامس والأربعون: في خلافته عليه السلام، وذكر ما جاء في صحتها، والتنبيه على ما ورد في ذلك من الأحاديث والاخبار والآثار 289
53 الباب السادس والأربعون: في بيعته عليه السلام ومن تخلف عنها 293
54 الباب السابع والأربعون: في ذكر حاجبه عليه السلام، ونقش خاتمه، وابتداء شخوصه من المدينة، وما رواه أبو بكر وعمر في حفه، وما قالا وصرحا به من فضله وخصائصه 295
55 الباب الثامن والأربعون: في ذكر شئ من خطبه، وذكر شئ من كلامه عليه السلام 299
56 الباب التاسع والأربعون: في ذكر شئ من مواعظه عليه السلام 301
57 الباب التاسع والأربعون: في خطبه عليه السلام ومواعظه الجامعة 305
58 الباب الخمسون: في كتبه عليه السلام إلى معاوية وإلى عماله وغيرهم، وفي أجوبة معاوية له، وفيما أوصى عليه السلام به من وصاياه النافعة والكلمات الجامعة 357