ومن كتاب المناقب لأبي بكر (1) الخوارزمي قال: قال أبو القاسم الحسن بن محمد: كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم (عليه السلام) فقلت:
ما هذا؟ فقالوا: راهب قد أسلم وجاء إلى مكة وهو يحدث بحديث عجيب، فأشرفت عليه فإذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة وهو قاعد عند المقام يحدث الناس وهم يسمعون إليه (2) فقال: بينما أنا قاعد في صومعتي في بعض الأيام إذ أشرفت منها إشرافة فإذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطئ البحر فتقيأ فرمى من فيه ربع إنسان ثم طار! فغاب يسيرا ثم عاد فتقيأ ربعا آخر ثم طار! وعاد فتقيأ (3) هكذا، إلى أن تقيأ أربعة أرباع إنسان ثم طار! فدنت الأرباع بعضها إلى (4) بعض فالتأمت، فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجب مما رأيت، فإذا بالطائر قد انقض عليه فاختطف ربعه، ثم عاد (5) واختطف ربعا آخر ثم طار!
وهكذا إلى أن اختطف جميعه، فبقيت أتفكر (6) وأتحسر ألا كنت سألته من هو وما قصته؟