وبعث معاوية إلى طبيب يقال له الساعدي وكان طبيبا حاذقا فأراه جراحته، فلما نظر إليها قال: اختر إما أن أحمي [لك] حديدة فاضعها (2) في موضع السيف (3) [فتبرأ] وإما أن أسقيك شربة (4) يقطع بها عنك الولد وتبرأ فإن ضربته مسمومة، قال معاوية: أما النار فلا صبر (5) لي عليها، وأما الولد ففي يزيد وعبد الله ما تقربه عيني، فسقاه شربة (6) فبرئ ولم يولد بعدها، وأمر معاوية بعد ذلك بالمقصورات في المسجد وحرس الليل وقيام الشرطة على رأسه، وهو أول من عمل المقصورات في الإسلام (7).
أما الرجل الثالث وهو عمرو بن بكر التميمي وافى خارجة [بن أبي حبيبة] (8) [وكان صاحب شرطته] في صبيحة تلك الليلة وهو في المسجد في صلاة الصبح فضربه بسيفه وهو يظن أنه عمرو، وكان عمرو قد تخلف صبيحة تلك الليلة واستخلف خارجة فوقعت الضربة في خارجة فقتله فمات (9) منها في اليوم الثاني (10)،