الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢١١
هذا الطير، فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فجاء علي فحجبته وقلت (1): إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مشغول، رجاء أن يكون الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء علي ثانية فحجبته، ثم جاء الثالثة فقرع الباب فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أدخله فقد عييته، فلما دخل قال له النبي: ما حبسك عني يرحمك الله؟! فقال: هذا (2) آخر ثلاث مرات وأنس يقول:
إنك مشغول، فقال: يا أنس، ما حملك على ذلك؟ قال: سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من قومي، فقال (صلى الله عليه وآله): لا يلام الرجل على حبه لقومه. رواه الترمذي (3).
وفي صحيح البخاري (4) ومسلم (5) وغيرهما من الصحاح: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ويحبه الله ورسوله.
قال: فبات الناس يخوضون (6) ليلتهم أيهم (7) يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على

(١) في (ج): فقلت.
(٢) في (د): هذه.
(٣) هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي، أبو عيسى (٢٠٩ - ٢٧٩ ه‍) من أئمة علماء الحديث وحفاظه، من أهل ترمذ - على نهر جيحون - تتلمذ للبخاري، وشاركه شيوخه، وقام برحلة إلى خراسان والعراق والحجاز وعمي في آخر عمره، ومن تصانيفه " الجامع الكبير " و " الشمائل النبوية " و " العلل ". (انظر ترجمته في أعلام الزركلي: ٦ / ٣٢٢. وانظر الحديث في سننه:
٥ / ٣٠٠ / ٣٧٢٠ و ٣٧٢١ و ٣٨٠٥).
(٤) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (١٩٤ - ٢٥٦ ه‍) حافظ، صاحب " الجامع الصحيح " المعروف بصحيح البخاري و " التاريخ " و " الضعفاء " مطبوع في رجال الحديث و " خلق أفعال العباد " مطبوع و " الأدب المفرد ". ولد في بخارى ونشأ يتيما، وقام برحلة طويلة سنة (210 ه‍) في طلب الحديث فزار حواضر كثيرة، وسمع من نحو ألف شيخ، وجمع نحو ستمائة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته، أقام في بخارى، فتعصب عليه جماعة ورموه بالتهم، فأخرج إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها: " خرتنك " ومات فيها. يعد كتابه في الحديث من أوثق الصحاح الستة وأولها وأهمها عند أهل السنة. (انظر الأعلام للزركلي: 6 / 34).
(5) تقدمت ترجمته.
(6) في (ج): يدوكون.
(7) في (و): انهم.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 207 210 211 212 212 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649