الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٨٩
دمشقلابن عساكر: ١ / ٥٧ / ٩٥، وإرشاد المفيد: ١٣٠ فصل ١ باب ٢، وكنز الفوائد: ١ / ٢٦٤.
وصورة رابعة نقلها الطبري في تاريخه: ٢ / ٥٦ عن عفيف قال: جئت في الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب قال: فلما طلعت الشمس وحلقت في السماء، وأنا انظر إلى الكعبة، أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة فقام فاستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه قال: فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة....
وصورة خامسة رواها الحافظ القندوزي: ٦١، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٢٥، والمحقق البحراني في شرحه للنهج: ٤ / ٣١٥ عن شريك بن عبد الله عن سليمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود انه قال: أول شيء علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني قدمت مكة مع عمومة لي وناس من قومي وكان من أنفسنا شراء عطر، فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فبينا نحن عنده جلوسا إذ أقبل رجل من باب الصفا، وعليه ثوبان أبيضان، وله وفرة إلى أنصاف أذنيه جعدة أشم أقنى، أدعج العينين، كث اللحية، براق الثنايا، أبيض تعلوه حمرة، كأنه القمر ليلة البدر، وعلى يمينه غلام مراهق أو محتلم، حسن الوجه تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصدوا نحو الحجر فاستلمه واستلمه الغلام ثم استلمته المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا، والغلام والمرأة يطوفان معه.
ثم استقبل الحجر فقام ورفع يديه وكبر وقام الغلام إلى جانبه، وقامت المرأة خلفهما، فرفعت يديها وكبرت، فأطال القنوت ثم ركع و ركع الغلام والمرأة، ثم رفع رأسه فأطال ورفع الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع، فلما رأينا شيئا ننكره لا نعرفه بمكة أقبلنا على العباس، فقلنا: يا أبا الفضل، إن هذا الدين ما كنا نعرفه فيكم! قال: أجل والله.
قلنا: فمن هذا؟ قال: هذا ابن أخي، هذا محمد بن عبد الله، وهذا الغلام ابن أخي أيضا، هذا علي بن أبي طالب، وهذه المرأة زوجة محمد، هذه خديجة بنت خويلد، والله ما على وجه الأرض أحد يدين بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.
وصورة سادسة رواها صاحب كشف الغمة: ١ / ١١٦ باب المناقب عن علي بن إبراهيم أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع و ثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول: يا رسول الله، فينكر ذلك، فلما طال عليه الأمر وكان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال له: من أنت؟ قال: أنا جبرئيل أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة بذلك وكانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهودي وخبر بحيرا وما حدثت به آمنة أمه، فقالت: يا محمد، إنى لأرجو أن تكون كذلك.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتم ذلك، فنزل عليه جبرئيل و أنزل عليه ماء من السماء، فقال له: يا محمد، قم للصلاة فعلمه جبرئيل (عليه السلام) الوضوء على الوجه واليدين من المرفقين ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين وعلمه السجود والركوع، فلما تم له أربعون سنة أمره بالصلاة وعلمه حدودها ولم ينزل عليه أوقاتها، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يصلىركعتينركعتين في كل وقت.
وكان علي بن أبي طالب يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه، لا يفارقه، فدخل على (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي، فلما نظر إليه يصلي قال: يا أبا القاسم ما هذا؟ قال: هذه الصلاة التي أمرني الله بها، فدعاه إلى الإسلام فأسلم وصلى معه، وأسلمت خديجة وكان لا يصلي إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وخديجة خلفه.
فلما أتى لذلك أيام دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جعفر، فنظر إلى رسول الله وعلي بجنبه يصليان، فقال لجعفر: صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر، فلما وقف جعفر على يساره بدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بينهما وتقدم وأنشأ أبو طالب في ذلك شعرا:
إن عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان و الكرب والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو نسب [لا] تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي وروى الكليني (رحمه الله) عن سعيد بن المسيب ذلك في الكافي: ٨ / ٢٧٩ ح ٥٣٦. وقد رويت أحاديث كثيرة بشأن علي (عليه السلام) أنه أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولسنا بصدد بيانها ولكن من شاء فليراجع المصادر التالية:
صحيح ابن ماجة: ١٢، مستدرك الصحيحين: ٣ / ١١١ و ١١٢ و ١٨٣، تاريخ الطبري: ٢ / ٥٥ و ٥٦ و ٧٥، كنز العمال: ٦ / ١٥٦ و ٣٩١ و ٣٩٤ و ٣٩٥، و: ٧ / ٥٦، أسد الغابة: ٣ / ٤١٤، و: ٤ / ١٧ و ١٨، الرياض النضرة: ٢ / ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦٥، مسند أحمد: ٥ / ٢٦، و: ١ / ٩٩ و ١٤١ و ٢٠٩ و ٤ / ٣٦٨ و ٣٧٠، مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٢ و ٢٢٢، الاستيعاب لابن عبد البر: ٢ / ٤٥٨ و ٤٥٩ و ٥١١، أسباب النزول للواحدي، ١٨٢، تفسير الطبري: ١٠ / ٦٨، صحيح الترمذي: ٢ / ٣٠٠ و ٣٠١، خصائص النسائي: ٢ و ٣، الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣ / ١٣، و: ٨ / ١٠ القسم الأول. مسند الطيالسي: ٣ / ٩٣.
وليراجع أيضا سنن البيهقي: ٦ / ٢٠٦، الإصابة: ٤ / ٢٤٨ القسم الأول، المناقبلأحمد بن حنبل:
١٨ و ٢٥، شرح النهج للفيض: ٣٩٧، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ١ / ٨٥ نقلا عن هامش تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي (عليه السلام): ١ / ٣٩ و ٤٩ و ٦٢ و ٦٦ و ٧٢ و ٨٨ و ١٠٦، فرائد السمطين:
١ / ٢٤٨ / ١٩٢ و ٢٤٦ / ٨٩، الاستيعاب بهامش الإصابة: ٣ / ٣٢ و ٣٣، شرح النهج لابن أبي الحديد:
٤ / ١١٦ و ١٢٠، و: ١٣ / ٢٣١، الكامل لابن الأثير: ٢ / ٥٧، المناقبلابن المغازلي الشافعي: ١٤ ح ١٧ و ١٩، الإرشاد للشيخ المفيد: ٣٠ فصل ١ ب ٢، المناقبلابن شهرآشوب: ٢ / ١٩.
وخير ما نختم به ذلك قول الرسول (صلى الله عليه وآله): صلت الملائكة علي وعلى علي (عليه السلام) سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره. (انظر تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي (عليه السلام): ١ / ٧ / ١١٥، المناقبلابن المغازلي الشافعي: 14 / 17).