كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها على عوج (1).
وقد نظم بعض الشعراء (2) فقال:
هي الضلع للعوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها أتجمع ضعفا (3) واقتدارا على الفتى * أليس عجيبا ضعفها واقتدارها (4) فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد وبين به طريق الرشاد، وأظهر به جانب الذكورة (5) الأنوثة من مادة الايجاد، وحصلت له هذه المنة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبي له وتربيته وحنوه عليه وشفقته (6)، فاستعد لقبول الأنوار وتهيأ لفيض العلوم والأسرار، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة، لم تزل بحار العلوم تتفجر من صدره ويطفيا (7) عبابها، حتى قال (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم