رباه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق والفقه (1)، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل بدء أمره إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكة مستخفيا وأخرج عليا معه فيصليان ما شاء الله، فإذا قضيا رجعا إلى مكانهما (2).
ونقل يحيى بن عفيف الكندي قال: حدثني أبي قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب بمكة بالمسجد قبل أن يظهر أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين حلقت الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، فجاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، ثم رفع فرفعا، ثم سجد فسجدا، فقلت: يا عباس أمر عظيم فقال العباس: أتعرف (3) هذا الشاب؟ فقلت: لا، فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين وهو عليه، ولا والله على ظهر الأرض اليوم على هذا الدين غير هؤلاء.
وكان عفيف يقول لي بعد أن أسلم ورسخ في الإسلام: ليتني كنت رابعا لهم (4).