الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٥٢
رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوج ابنته فاطمة فكان نسبا وصهرا.
وروي عن عمر بن الخطاب (1) (رض) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2) قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (3): ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، إن كل سبب ونسب وصهر (4) منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري (5). قال عمر (رض):

(١) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن قرط بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة، وينسب عمر إلى " عدي " فيقال: العدوي. (انظر تهذيب التهذيب: ٦ / ٢٧، المعارف لابن قتيبة: ١٧٩ تحقيق ثروة عكاشة الطبعة الأولى منشورات الشريف الرضي).
(٢) ورد في بعض المصادر " ثم قام " كما في مجمع الزوائد: ٨ / ٢١٦، وفي بعضها " فقام " كما في جواهر العقدين: ٢ / ١٩٨، وبعضها " وقام " وفي بعضها بإضافة " خطيبا " كما في ينابيع المودة: ١٧٦ الطبعة الأولى إسلامبول.
(٣) ورد في بعض المصادر " وقال " كما في المعرفة والتاريخ: ٢ / ٤٩٩، وفي بعضها " فقال " كما في جواهر العقدين: ٢ / ٢٠٨.
(٤) ورد في بعض المصادر بدون " صهر " كما في الجامع الصغير: ٢ / ٢٨٠، وفي بعضها بدون " سبب " كما في كنز الحقائق: ٢١٣.
والحديث روي بألفاظ أخرى متقاربة عن عمر بن الخطاب، وعن ابن عباس، وعن أم هاني، وعن أبي هريرة، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، و غيرهم كثير. والقصة قد أوردها أهل التاريخ والسير والحديث أيضا بألفاظ متقاربة. فتارة تكون بسبب أم هاني وقول عمر بن الخطاب لها: إن محمدا لا يغني عنك شيئا. وتارة أخرى في عمته (صلى الله عليه وآله) صفية عندما عزاها (صلى الله عليه وآله) بوفاة ولدها. وثالثة في سبيعة بنت أبي لهب عند ما قيل لها: أنت بنت حمالة الحطب. ورابعة بسبب بريرة خادمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ما قال لها رجل: يا بريرة غطي شعيفاتك فإن محمدا لا يغني عنك شيئا. ولسنا هنا بصدد سرد الحادثة التاريخية فمن شاء فليرجع إلى المصادر التي سنشير إليها بعد قليل.
(٥) روي الحديث عن عمر بن الخطاب بدون " وصهري " كما جاء في الجامع الصغير: ٢ / ٢٨٠ / ٦٣٠٩، وكنز العمال: ١١ / ٤٠٩ / ٣١٩١٤، و: ١٣ / ٦٢٤ / ٣٧٥٨٦، و: ١٦ / ٣٥١، حلية الأولياء: تحت رقم ٤٥٧٧٣، ذخائر العقبى: ٦ باب فضل قرابة النبي (صلى الله عليه وآله). ينابيع المودة: ١ / ٤٦٠ تحقيق السيد علي جمال أشرف الحسيني. هذا أولا.
وثانيا: القصة أوردها الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الرحمن بن أبي رافع أن أم هاني بنت أبي طالب (عليه السلام) أنها قالت: يا رسول الله إن عمر بن الخطاب لقيني فقال لي: إن محمدا لا يغني عنك شيئا.
فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقام خطيبا فقال: ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي، وأن شفاعتي تنال حاوحكم [حاوحكم قبيلتان في اليمن]. المعجم الكبير لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (٢٦٠ - ٣٦٠ ه‍): ٢٤ / ٤٣٤ ح ١٠٦٠ ط القاهرة.
وغضب (صلى الله عليه وآله) في مكان آخر إذ توفي لعمته صفية ولد فعزاها (صلى الله عليه وآله) فلما خرجت لقيها رجل فقال لها: إن قرابة محمد لن تغني عنك شيئا. فبكت حتى سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوتها ففزع من ذلك، فخرج إليها فسألها فأخبرته فغضب فقال: يا بلال هجر بالصلاة، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، وإن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة. أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى بالإسناد إلى ابن عباس، وراجع مجمع الزوائد: ٨ / ٢١٦، المعرفة والتاريخ: ٢ / ٤٩٩، ينابيع المودة: ٢٦٧ ط إسلامبول.
وقريب منه في فرائد السمطين: ٢ / ٢٨٨ / ٥٤٨ و ٥٤٩، المسند لأحمد: ٣ / ١٨ و ٣٩ و ٦٢ الطبعة الأولى، تفسير ابن كثير: ٧ / ٣٤، إحقاق الحق للتستري: ٩ / ٥١٤، شرح النهج لابن أبي الحديد:
٢ / ١٨٧ الطبعة الثانية، القول الفصل للحداد: ٢ / ١٦.
وقوله (صلى الله عليه وآله) " كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " ورد أيضا عن عمر بن الخطاب في مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ١٠٨ / ١٥٠ - ١٥٣، تاريخ بغداد: ٦ / ١٨٢، سنن البيهقي:
٧ / ٦٣ و ٦٤، حلية الأولياء: ٧ / ٣١٤، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٣ / ١٢٤، تذكرة الحفاظ:
٣
/ ١١٧ وفي طبعة أخرى: ١٩٠، مجمع الزوائد: ٤ / ٢٧١، و: ٩ / ١٧٣، الطبقات الكبرى لابن سعد:
٨ / ٤٦٣ ط بيروت، ينابيع المودة: ٢٦٧ ط إسلامبول.
وورد عن طريق ابن عباس أيضا في تاريخ بغداد: ١٠ / ٢٧١، مجمع الزوائد: ٨ / ٢١٦، و: ٩ / ١٧٣، الجامع الصغير: ٣٦، كفاية الطالب: ٣٨٠ ط الحيدرية، ينابيع المودة: ٢٦٧ ط إسلامبول.
وقال الحاكم بعد إيراد هذا الحديث: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولكن الذهبي صححه من شرط الشيخين إذ أورده في تلخيص المستدرك.
وحديث " كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي وصهري " ورد في كنز الحقائق: ١١٣، كنز العمال: ١١ / ٤٠٩ ح ٣١٩١٥.
أما حديث " ما بال أقوام يؤذونني في أهلي " فقد ورد عن ابن عباس أيضا في ذخائر العقبى: ١٤ باب فضل بنى هاشم. وفي قول آخر " ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، إن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، وإن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة ". قال عمر بن الخطاب تزوجت حين طلبت مصاهرة علي، سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك يومئذ وأحببت أن يكون بيني وبينه نسب وسبب. أخرجه الحافظ ابن البحتري. (انظر ذخائر العقبى: ٦ باب فضل قرابة النبي (صلى الله عليه وآله). وروي الحديث عن أبي هريرة بلفظ: جاءت سبيعة بنت أبي لهب رضى الله عنها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا الله إن الناس يقولون لي: أنت بنت حمالة حطب النار، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مغضب فقال: ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي... إلى آخر الحديث.
وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كان لآل النبي (صلى الله عليه وآله) خادمة يقال لها بريرة فقال لها رجل:
يا بريرة غطي شعيفاتك فإن محمدا (صلى الله عليه وآله) لا يغني عنك من الله شيئا، فأخبرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال: كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري. (انظر المصادر التالية: جواهر العقدين: ٢ / ١٩٨ و ٢٠٢ و ٢٠٨، ذخائر العقبى: ٦ و ١٤ و ١٢١ و ١٦٩، مجمع الزوائد: ٨ / ٢١٦، و: ٩ / ١٧٣، الصواعق المحرقة لابن حجر: ١٥٥ و ١٥٦ و ١٧٢ فرائد السمطين: ٢ / ٢٩٠ / ٥٤٩، المناقب لأحمد بن حنبل:
2 / 626 / 1070).
أما قصة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت الإمام علي (عليه السلام) التي ذكرها ابن الصباغ في: 28 من نسخة (أ) وكذلك القندوزي في ينابيع المودة: 3 / 147 - 148 تحقيق السيد علي جمال أشرف الحسيني مطبعة أسوة هي رقية وزوجها العباس بن عبد المطلب بعمر بن الخطاب برضاء أبيها (عليه السلام) فلنا معها وقفة طويلة من خلال الكتب التاريخية إن شاء الله تعالى ونتركها إلى محلها.
(١٥٢)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (11)، الخليفة عمر بن الخطاب (10)، يوم القيامة (6)، الزوج، الزواج (2)، البول (6)، السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي عليهما السلام (1)، أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (2)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، عبد الله بن عباس (4)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، أبو هريرة العجلي (2)، كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي (1)، كتاب ينابيع المودة (6)، كتاب فرائد السمطين (2)، كتاب ذخائر العقبى (5)، كتاب الطبقات الكبرى لإبن سعد (1)، الطبراني (2)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، علي بن أبي طالب (1)، محب الدين الطبري (1)، جابر بن عبد الله (2)، سليمان بن أحمد (1)، بنو هاشم (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، أحمد بن حنبل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 154 155 155 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649