الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٥٥
وروى الإمام أبو الحسين البغوي (١) في تفسيره (٢) يرفعه بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزل قوله تعالى: ﴿قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى﴾ (3) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناها (4).
(١) الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، صاحب " مصابيح السنة " في الحديث، و " معالم التنزيل في التفسير و التأويل ". توفي سنة (٥١٠ ه) وقيل (٥١٦ ه) كما جاء في كتابه مصابيح السنة تحقيق د. يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي ومحمد سليم سماره وجمال حمدي الذهبي دار المعرفة (١٤٠٧ ه) وكما جاء أيضا في تحقيق خالد عبد الرحمن العك و مروان سوار ط دار المعرفة بيروت.
(انظر الأعلام للزركلي: ٢ / ٢٥٩).
(٢) معالم التنزيل للبغوي الشافعي: ٤ / ١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٦ إعداد وتحقيق خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار ط دار المعرفة بيروت ط سنة (١٤١٥ ه - ١٩٩٥ م).
(٣) الشورى: ٢٣.
(٤) في (أ): وابناهما.
أقول: اختلفت الأقوال وتضاربت الآراء في تأويل معنى القربة في هذه الآية الكريمة. وعند مراجعتنا للمصادر التاريخية والحديثية والتفسيرية نرى أن الآراء قد أجمعت بأن المراد من القربة هم أهل الكساء المطهرون: علي وفاطمة والحسنان. كما جاء في تفسير الكشاف للزمخشري: ٤ / ٢١٩ - ٢٢٠ ط منشورات البلاغة قم، وفتح القدير للشوكاني: ٤ / ٥٣٤. وأورد حديثا في سبب النزول أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى) قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي و فاطمة وولدها.
وفي رواية أخرى و " وولدهم ". وقيل: قال: علي وفاطمة و الحسن والحسين.
وقد أجمع الجمهور على ذلك ما عدا ابن كثير في تفسيره: ٤ / ١١٢ فقد أسقط ذكر الإمام علي (عليه السلام) لأنه نقل الحديث عن ابن أبي حاتم، ولكن عند المراجعة تبين أن ابن أبي حاتم لم يسقط الاسم بل ثبت اسم علي (عليه السلام) في تفسيره للآية ناقلا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
ولسنا بصدد مناقشة ذلك ولا مناقشة وجوب المودة التي تستلزم وجوب الطاعة، وجوب مودة آل البيت (عليهم السلام) كوجوب مودة الرسول (صلى الله عليه وآله) بهذه الآية وبآية المباهلة على سبيل المثال لا الحصر أو أن الآية منسوخة أم لا؟ أم أنها نزلت بمكة أم بالمدينة؟ فمن شاء التثبت فليراجع المصادر والأحاديث التي نشير إليها، وهي:
فرائد السمطين للجويني: ١ / ٢٠، و: ٢ / ١٣ / ٣٥٩، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ٢ / ١٣٠ ح ٨٢٢ - ٨٢٨ و ٨٣٠ - ٨٣٤ و ٨٣٨، غاية المرام: ٣٠٦ وقد ذكر شواهد كثيرة بهذا الخصوص، تفسير فرات الكوفي: ١٤٥ وقد ذكر شواهد كثيرة، فضائل الخمسة: ١ / ٢٥٠ و ٢٥٩ و ٢٦٢ عن الصواعق وعن كنز العمال: ١ / ٢٠٨ وهي شواهد كثيرة، خصائص الوحي المبين: ٥٤ الطبعة الأولى و ٥٨ الطبعة الثانية.
وانظر أيضا حلية الأولياء: ٣ / ٢٠١ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم...) قالوا: يا رسول الله أي قرابتك [هؤلاء] الذين افترض الله علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهم. يقولها ثلاث مرات، ومثله في كتابه المناقب: ٢٩ ح ٦٢ و ٦٩ أو في حديث ٨٢٤ من الشواهد للحاكم قال (صلى الله عليه وآله):
علي وفاطمة وولدها. يرددها، الطبري في كتابه الولاية كما رواه عنه القاضي النعمان المصري ح ٧٣.
ورواه الطبراني المعجم الكبير (ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام)): ١ / ١٢٥ تحت الرقم ٢٦٤١، و: ٣ / ١٣٩ الطبعة الأولى وكذلك في ترجمة عبد الله بن عباس: ٣ / ١٥٢، مجمع الزوائد: ٧ / ١٠٣ و ٩ / ١٤٦ و ١٦٨، كفاية الطالب للحافظ الكنجي: ٩٠ و ٩١ و ٩٣ و ٣١٣ و ٣١٧ ط الحيدرية وفي هامشه عن الكشاف: ٢ / ٣٣٩، ذخائر العقبى: ٢٥، نور الأبصار: ١٠١، الصواعق المحرقة: ١٠١ و ١٣٥ و ١٣٦ ط الميمنية بمصر، و ص ١٦٨ و ٢٢٥ ط المحمدية، القول الفصل لابن طاهر الحداد:
١ / ٤٧٤ و ٤٨٠ و ٤٨٢ ط جاوا، ردا على من قال إن هذه الآية منسوخة وإنها نزلت بمكة.
وانظر أيضا تفسير جامع البيان للطبري: ١١ / ١٤٤ ط دار الكتب العلمية بيروت، تفسير النيسابوري بهامش جامع البيان: ٢٤ / ٣٥ القول الرابع عن سعيد بن جبير وساق الحديث، شرح المواهب للزرقاني: ٧ / ٣ و ٢١، إسعاف الراغبين للصبان في هامش نور الأبصار: ١٠٥، الشرف المؤبد لآل محمد للنبهاني: ١٤٦ ط الحلبي.
ورواه السيد عبد الله بن حمزة في كتاب الشافي: ١ / ٧٢ و ٩٠ و ١٥٨، الفضائل لأحمد: ١٨٧ ح ٢٦٣، ورواه الثعلبي في تفسير الآية من تفسير الكشف والبيان: ٤ / ٣٢٨، ورواه البحراني في غاية المرام: ٣٠٦ ح ٤، المناقبلابن المغازلي: ١٣٠٧ ح ٣٥٢، ورواه الطبرسي بحذف السند: ٩ / ٢٩، المواهب اللدنية للعسقلاني الشافعي: ٧ / ٣ ط الأزهرية بمصر، الكاف الشاف لابن حجر العسقلاني:
١٤٥ ط مصر، الإكليل للسيوطي: ١٩٠ ط مصر، مفتاح النجا للبدخشي: ١٢ (مخطوط).
وراجع كذلك نظم درر السمطين للزرندي: ١٤٧ - ١٤٨ عن أبي الطفيل وجعفر بن حبان قال: خطب الحسن بن علي (رضي الله عنه) بعد وفاة أبيه قال: أيها الناس أنا ابن البشير، وأنا ابن النذير... إلى آخر الخطبة والتي ذكرها الشيخ الطوسي في أماليه: ٢ / ١٧٤ وما بعدها، والكليني في الكافي: ٨ / ٣١٠، وعنه غاية المرام:
٣٣٠ باب ٣٢ / ٢. صحيح البخاري: ٦ / ٣٧، الفضائل لأحمد: ٢ / ٦٦٩ / ١١٤١، نهج الحق: ١٧٥، حق اليقين للسيد شبر: ١ / ٢٧٠، الخصائص لابن البطريق: ٨٨، كشف المراد: ٤١٨، البحر المحيط لابن حبان: ٧ / ١٥٦ ط مصر، رشفة الصادي لأبي بكر العلوي الحضرمي الشافعي: ٢٢ ط القاهرة.
ولاحظ الصواعق المحرقة: ١٦٩. عبقات الأنوار: ١ / ٢٨٥، الأنوار المحمدية للنبهاني: ٤٣٤، إحقاق الحق للتستري: ٣ / ٢ - ٢٢، و: ٩ / ٩٢ - ١٠١ ط طهران، تفسير النسفي: ٤ / ١٠٥، حلية الأولياء: ٣ / ٢٠١، الغدير للشيخ الأميني: ٢ / ٣٠٦، الدر المنثور للسيوطي: ٦ / ٧، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان: ٨ / ٣٧٢.
وراجع أيضا تفسير البيضاوي: ٤ / ١٢٣. تفسير القرطبي: ١٦ / 22، تفسير الفخر الرازي: