حتى أنه - عليه السلام - نسب إلى الدعابة لطيب أخلاقه ولطف سيرته (1) مع أصحابه.
روي أنه - عليه السلام - اجتاز ليلة على امرأة مسكينة لها أطفال صغار يبكون من الجوع وهي تشاغلهم وتلهيهم حتى يناموا وكانت قد أشعلت نارا تحت قدر فيها ماء لا غير وأوهمتهم أن فيها طعاما تطبخه لهم.
فعرف أمير المؤمنين - عليه السلام - حالها فمشى ومعه قنبر إلى منزله فأخرج قوصرة تمر وجراب دقيق وشيئا من الشحم والأرز والخبز وحمله (2) على كتفه الشريف. فطلب قنبر حمله فلم يفعل. فلما وصل إلى باب المرأة استأذن عليها فأذنت له في الدخول. فرمى (3) شيئا من الأرز [في القدر] (4) ومعه شئ من الشحم فلما فرغ من نضجه (5) غرف (6) للصغار وأمرهم بأكله. فلما شبعوا أخذ يطوف في البيت ويبعبع لهم فأخذوا في الضحك.
فلما خرج - عليه السلام - قال له قنبر: يا مولاي رأيت الليلة شيئا عجيبا قد علمت سبب بعضه وهو حملك الزاد (7) طلبا للثواب أما طوافك في البيت على يديك ورجليك والبعبعة فما أدري سبب ذلك.
فقال - عليه السلام -: يا قنبر إني دخلت على هؤلاء الأطفال وهم يبكون من شدة الجوع فأحببت أن أخرج عنهم وهم يضحكون مع