الشبع فلم أجد سببا سوى (1) ما فعلت (2).
وقال ضرار بن ضمرة (3): دخلت على معاوية بعد قتل أمير المؤمنين - عليه السلام -.
فقال: صف لي عليا.
فقلت: اعفني.
فقال: لا بد أن تصفه.
فقلت: أما إذ لا بد من ذلك فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته (4) غزير العبرة طويل الفكرة [يقلب كفه ويخاطب نفسه ويناجي ربه] (5) يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب وكان (6) فينا كأحدنا يجيبنا سألناه ويأتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقربه (7) لنا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله. فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه [وهو قائم في محرابه] (8) قابضا