قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب وعبد الملك يسمع، فأقبل عليه وقال:
هلم بما قدمت له: فأخبره بقول الحجاج، فقال: ليس له ذلك، اكتب إليه كتابا لا يجاوزه، فكتب إليه ووصل الحسن بن الحسن فأحسن صلته.
فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن أم الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره وقال له: ما هذا الذي وعدتني به، فقال له يحيى: أيها عنك، فوالله لا يزال يهابك ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة، وما أنا لك رفدا.
17 - وكان الحسن بن الحسن مع عمه الحسين صلوات الله عليه يوم الطف فلما قتل الحسين (عليه السلام) وأسر الباقون من أهله جاءه أسماء بنت خارجة فانتزعه من بين الأسارى وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا، فقال عمر بن سعد:
دعوا لأبي حسان ابن أخته، ويقال: إنه أسر وكان به جراح قد أشفى منها.
18 - وروي أن الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين (عليه السلام) إحدى ابنتيه فقال له الحسين (عليه السلام): اختر يا بني أحبهما إليك، فاستحى الحسن ولم يحر جوابا فقال له الحسين (عليه السلام): فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة وهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
19 - وقبض الحسن بن الحسن وله خمس وثلاثون سنة وأخوه زيد حي ووصى إلى أخيه من أمه إبراهيم بن محمد بن طلحة ولما مات الحسن بن الحسن ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي (عليهما السلام) على قبره فسطاطا، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، فلما كان رأس السنة قالت لمواليها: إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول: هل وجدوا ما فقدوا، فأجابه آخر يقول: بل يئسوا فانقلبوا (1).
20 - وخلف الحسن بن الحسن: عبد الله، والحسن المثلث، وإبراهيم