أو نسيتم عمرو بن معدي كرب الزبيدي، إذ أقبل يسحب ذلاذل درعه (1)، مدلا بنفسه قد زحزح الناس عن أماكنهم، ونهضهم عن مواضعهم، ينادي أين المبارزون يمينا وشمالا؟ فانقض عليه كسود (2) نيق (3)، أو كصيخودة (4) منجنيق، فوقصه (5) وقص القطام (6) بحجره الحمام، وأتى به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كالبعير الشارد، يقاد كرها وعينه تدمع، وأنفه ترمع (7)، وقلبه يجزع، هذا وكم له من يوم عصيب برز فيه إلى المشركين بنية صادقة، وبرز غيره وهو أكشف (8) أميل (9)، أجم (10) أعزل (11).
(٢٥٧)