الذي شرفه فوق شرفه، وسلفه في الجاهلية أكرم من سلفه، لا تعرف الماديات في الجاهلية إلا بهم ولا الفضل إلا فيهم، صفة من اصطفاها الله واختارها.
فلا يغتر الجاهل بأنه قعد عن الخلافة بمثابرة من ثابر عليها، وجالد بها، والسلال المارقة، والأعوان الظالمة، ولئن قلتم ذلك كذلك إنما استحقها بالسبق تالله مالكم الحجة في ذلك، هلا سبق صاحبكم إلى المواضع الصعبة، والمنازل الشعبة والمعارك المرة، كما سبق إليها علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، الذي لم يكن بالقبعة (1) ولا الهبعة (2)، ولا مضطغنا آل الله، ولا منافقا رسول الله.
كان يدرأ عن الإسلام كل أصبوحة، ويذب عنه كل أمسية ويلج في الليل الديجور المظلم الحلكوك (3)، مرصدا للعدو، هو ذل (4) تارة، وتضكضك (5) أخرى، ويا رب