المطلق إلى الكامل وهو أيضا ممنوع فظهر مما ذكرنا عدم الدليل على اعتبار كثير مما اتفقوا على اعتبار وإن كان بعضها مما اعتبره كثير من الأصحاب كالمد المتصل وهو في أحد حروف المد إذا تعقبه همزة في كلمة واحدة {وعن فوائد الشرايع} انه لا نعرف في وجوبه خلافا وعلله في جامع المقاصد بان الاخلال به اخلال بالحرف ولعله أراد ان الحرف بدون المد غير تام وفيه منع والا لم يفرق بين المتصل والمنفصل وعلله القراء بمناسبات ضعيفة و {ربما يراد} من المد المتصل ما كان حرف المد و موجبه في كلمة واحدة سواء كان موجبه همزة أو سكون لازم في مدغم لازم أو عارض أو غير مدغم نحو جاء وسوء وجيئ ودابة وتأمروني وحروف فواتح السور الثلاثية المتوسطة بحرف المد التالي للحركة المجانسة مثل ق ون وطسم ونحوها ولو قلنا بوجوب المد فالظاهر كفاية مسمى الزيادة على المد الطبيعي ولا يجب ما اصطلح عليه القراء من تحديده بالالفات واما الادغام الصغير وهو ما إذا كان أول المتماثلين أو المتقاربين ساكنا فقد صرح غير واحد بوجوبه وعن فوائد الشرايع أيضا لا نعرف فيه خلافا وهو ان سلم في المتماثلين لأجل فوات الموالاة يفكه ففي المتقاربين اشكال من عدم الدليل الا ان يثبت ان العرب لا يتلفظ بالحرف المدغم في المتقاربين المتجانسين الا مبدلا ومشددا فيكون الفك فيها بدلا للحرف بغيره لكنه لم يثبت الا في ادغام لام التعريف في الحروف الأربعة عشر المسمى بالحروف الشمسية ولذا قال في المنتهى ان في الفاتحة أربعة عشر تشديد بلا خلاف وعن التذكرة أيضا الاجماع عليه وقد أوجب القراء أيضا الادغام الصغير بلا غنه في التنوين والنون المتطرف الساكن إذا وقع بعدها الراء واللام على خلاف ضعيف في الغنه مع اللام ومع الغنه في الميم والنون وكذا الواو والياء على المعروف عن غير خلف وأوجبوا اظهارهما مع حروف الحق واخفائهما مع الغنة والاخفاء حالة بين الاظهار والادغام من غير تشديد في البواقي غير الياء وقلبهما ميما عنده وفي شرح الشاطبية عن بعضهم انه أجمع القراء واهل العربية على وجوب عند الياء ميما واخفاء الميم المقلوبة مع الغنه وقد نقل حكاية الاتفاق على الادغام الصغير أيضا في مواضع مثل ادغام الذال في الظاء نحو إذ ظلموا والدال في التاء نحو قد تبين والعكس نحو وعدتني وادغام تاء الثأنيث في أدال والطاء نحو قد أجيبت دعوتكما وآمنت طائفة واللام في الراء نحو قل ربى واما الادغام الكبير وهو ما إذا كان أحد المتماثلين والمتقاربين متحركا نحو ما سلككم في سقر والم نخلقكم فلا اعرف
(١٢٠)