كتاب الصلاة (ط.ق) - الشيخ الأنصاري - الصفحة ١١٥
بالحرف ولما لم يكن كاملا في التلفظ عطفه بقوله حتى التشديد بل في الروض وجامع المقاصد انه اخلال بحرف وزياده وهو ادغامه حيث إن الادغام بمنزلة الاعراب الذي يبطل الاخلال به في المشهور بل عند علمائنا أجمع كما في المعتبر وعن غيره أيضا نفى الخلاف لكن عن التذكرة انه أقوى القولين والظاهر أنه إشارة إلى ما حكى عن السيد من كون الاخلال الغير المغير للمعنى مكروها غير مبطل واقتصر في المعتبر والمنتهى على نسبة الجواز إلى بعض العامة وكيف كان فضعفه ظاهر لان الاخلال بالاعراب مطلقا اخلال بالجزء الصوري للقرائة المأمور بها كما في المنتهى وكشف اللثام فيكون منهيا عنه فيخرج من القرآن إلى كلام الآدميين كما في جامع المقاصد فيبطل من وجهين أو وجوه كما تقدم في الاخلال بالحرف وقد ذكر الشارح وسبطه ان المراد بالاعراب ما تواتر نقطه في القران لا ما وافق العربية فان القراءة سنة متبعة وهو حسن مع عدم العلم يكون ذلك الاعراب الخاص من قياسات القراءة ومقتضيات قواعدهم في العربية بناء على ما حكى من المصاحف كانت في الصدر الأول غير معربة ولا منقطة وان أبا اسود الدئلي اعرب مصحفا واحدا في زمان خلافة معاوية وقد شهد غير واحد ممن شاهد المصاحف الموجودة في خزانه مشهد الرضا (ع) بخط مولانا أمير المؤمنين وأولاده المعصومين صلوات الله عليهم بكونها كذلك ويؤيد ذلك ما ذكر في سبب تدوين النحوان رجلا قرء بمسمع من أمير المؤمنين (ع) قوله تعالى " ان الله برئ من المشركين ورسوله " بالجر فامر (ع) أبا الأسود بتدوين النحو ولقنه بعض قواعده نعم دعوى كون جميع اعرابها موكولا مفوضا إلى ما يقتضيه قواعد العربية خلاف الظاهر بل المقطوع إذا الظاهر أن أكثر الاعرابات و النقط كانت محفوظة في الصدور بالقرائة على مشايخها خلفا عن سلف لان اهتمام الصحابة و التابعين بالقرآن أشد من أن يهملوا الاعرابات والنقط المتلقاة عن النبي صلى الله عليه وآله واليه ينظر ما حكى عن بعضهم من أن أئمة القراءة لا يعمل بشئ من حروف القران على الافشى في اللغة والا فليس في العربية بل على الا ثبت في الأثر والأصح في النقل وإذا ثبت الرواية لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لان القراءة سنة متبعة انتهى وعن بعضهم ان المردود في القراءة ما وافق العربية والرسم ولم ينقل وهذا مرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر وقد جوزه بعضهم فعقد له مجلس وأجمعوا على منعه انتهى نعم يوهن ذلك حكاية تجردها المذكورة المشتملة على تصرف القراء في الاعرابات والنقط على ما يوافق مذهبهم في اللغة والعربية فلا ينفع توجيه التجريد بان يحمل على أن ضبط رسوم اعراب الكلام في
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست