اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٨٨
عليه فأحاطوا بإبراهيم وكتفوه وقال على بالسيف ونطع الدم ثم أحضر قواده السيف والنطع قال وكان ذلك مغيب في الشمس قال فقال بعض الحضور أيها الأمير تعلم إن إبراهيم هو نصير المختار وهو عمدة عسكره وهذا وقت المساء فإذا كان الغداة آمر بضرب البوقات والطبول وتنادى بالعسكر ليبصر العسكر كلة قتله إبراهيم فإذا قتلته فسر إلى المختار وقبضه قبض اليد والعادة جرت عند الحكام يحبسون شهرا وشهرين وأكثر فكيف وهو سواد الليل فقال عامر: هذا هو الرأي: ثم سلمه إلى قواده ووكل به أربعمائة رجل من خواصه وقال لهم: أبصروا كيف تكونون في حراسته وجعلوه في الخيمة وضربوا له في الأرض أربعة أوتاد وشدوا يديه إلى وتدين ورجليه إلى وتدين وفعلوا في الأزدي مثل ذلك قال فلما غفت العيون وأطلع الحي القيوم قال بكى الأزدي وانتحب فقال إبراهيم: يا هذا الرجل أراك تبكي!؟ فقال الأزدي لعلمي إننا مقتولون في غداة غد، فقال له إبراهيم ما:
ترضى أن تكون في جوار الله تعالى وجوار رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وجوار أمير المؤمنين عليه السلام وولديه الحسن والحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام فإن قتلونا فإن الله يجمع بيننا وبينهم قال: فلما سمع القائد المتوكل بهم كلام إبراهيم اقشعر جلده وخشع قلبه وقال في نفسه صدق
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست