اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٩٠
العسكر من يميني وشمالي وتفرقوا في البرية وبقوا على هذه الحالة حتى حميت الشمس واشتد الحر هذا وإبراهيم مكن في الشجرة وهو آيس من روحه والله عز وجل حجبه عن أعينهم قال إبراهيم: وصار الوقت قريبا من الظهر وقد تشتت العسكر في البرية كل فارس بجانب وقد بعدوا عنى كلهم قال: واشتد عليهم الحر والتعب ماله الشعور في نفسه فنظرت إلى ما ورائه في البرية فلم أر أحدا غيره فتأملته وإذا هو عدو الله ورسوله عامر بن أبي ربيعة الملعون فقلت في نفسي اللهم مكنى من عدو الله ورسوله وأهل بيته فوقف تحت الشجرة وعيناه يحولان في البرية يريد أحدا من أصحابه فلم ير أحدا وكضه العطش قال: فأدار كفل فرسه في الشجرة ووجهه في البرية، قال: فنزل إبراهيم بن مالك الأشتر رحمه الله من رأس الشجرة قال: فطفرت على كفل فرسه فقبضت رقبته ورميته عن ظهر جواده وقعدت على صدره فقبضت لحيته. فقال لي: من أنت يا ويلك؟ فقلت يا عدو الله ما أعجل ما أنكرتني! أنا إبراهيم بن مالك الأشتر الذي كنت بالأمس تريد قتلى فمكنني الله منك قال فجعلت السيف على حلقه فذبحته وأنا أقول يا لثارات الحسين عليه السلام قال: فأخذت رأسه وأخذت سيفه ورمحه واستويت على ظهر الجواد وكان سابقا من
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست