اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٨٥
الله وأمر له بخمسة آلاف دينار وأخلع عليه وقال طب نفسا وقر عينا وتلطف به المختار كثيرا قال فلما رأى الأزدي إلى كثرة إحسان المختار إليه افتكر في نفسه وقال يا نفس إن الدنيا فانية والآخرة باقية وهذا المختار وإبراهيم وعسكرهم قوم مؤمنون لا أسمع فيهم صوت ملاهي ولا خمر ولا محرم ولا لهم غير ذكر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتلاوة القرآن ومع ذلك لو عثر أحدهم قال ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتلاوة القرآن ومع ذلك لو عثر أحد هم قال لعن الله ظالمي أهل البيت وإن شرب أحد هم الماء لعن من ظلم الحسين عليه السلام ومن منعه شرب الماء فوالله لا بعت آخرتي بدنياي ثم إنه قرب من المختار وقبل الأرض بين يديه وقال أيها الأمير أريد أن تعتزل معي ناحية من أصحابك فإن عندي لك فيها وافر الحظ قال فخرج المختار معه حتى اختلا معه قال فعند ذلك حدثه بحيلة عامر بن أبي ربيعة الملعون وإن له من عسكره جواسيس وهم أربعة عشر رجلا وسماهم بأسمائهم واحدا بعد واحد وأخرج الكتاب الذي كتبه عامر إلى أصحابه الملعونون وسلمه إلى المختار وقال يا مولاي إني تفكرت في الدنيا وفنائها والآخرة وبقائها وقد رجعت إلى الله تعالى يا مولاي وأنا تائب إلى الله قال فشكره المختار على فعله وقال له أحسنت يا أخا العرب ثم إن المختار رجع إلى أصحابه وأخبر إبراهيم بخبر الأزدي وحيلة
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست