اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٩٢
يخوض بدمه فتفرق وانهزم عسكر عامر الملعون وأخذ هم سيف المختار واغتموا أموالهم واستأسرور هم وما أطلق منهم أحدا فجمعوا رؤوس القتلى وإذا هي من كثرتها لا تحصى ولا تعد فحملوا بعضها على الرماح وبعضها على الجمال في العدول والجواليق والأموال والخيل وحملوا الجميع إلى الكوفة وهم ينادون يا لثارات الحسين عليه السلام قال: فلما وصلوا جلسوا في قصر الامارة وأمر بإحضار من كان في الوقعة من الأسارى وكان فيهم جماعة ممن كان في طلبهم منهم شر حبيل والحصين وجماعة يطول شرحهم فأما الحصين فقال: لله الحمد الذي أمكنني منك ثم قرض لحمه بالمقراض إلى أن مات وأما شرحبيل فإنه كان قد ضرب الحسين عليه السلام على عارضه يوم كربلاء من خلفه، فقال له: الحمد لله الذي أمكنني منك فأمر به، فأحرق بالنار وأما حرملة فلما رآه المختار بكى وقال: يا ويلك أما كفاك ما فعلت حتى قتلت طفلا صغيرا وذبحته بسهمك يا عدو الله أما علمت إنه ولد النبي فامر به، فجعله مرمى، فرماه بالنشاب حتى مات لا رحمه الله ولم يزل يقتل كل واحد منهم بقتلة لا تشبه الأخرى حتى قتل جميع من كان منهم ثم إن المختار جمع الرؤوس وشيئا من مال الغنيمة ووجه به إلى محمد بن الحنفية وكتب له يخبره بما جرى ثم فرق
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست