والله إبراهيم ويحك يا نفس وما تقولين في يوم القيامة إذا أوقفوك بين يدي الله ورسوله وما العذر والله لا عاونت ظالما مرق من الدين على أهل الحق فقام القائد من وقته وساعته وقال لإبراهيم، هؤلاء المتوكلون بكم نيام واعلم أيها الأمير ما كان في هذا العسكر أقسى من قلبي عليكم وقد حصلت لي الرقة عليك من كلامك وأريد طلق سبيلك وهذا الأزدي أطلقته فقم، قال فأطلق إبراهيم وقال: يا مولاي خذ سيفي هذا فإنه سيف قاطع وخذ يا إبراهيم لنفسك الحذر وقال فخرج إبراهيم من العسكر واقتحم البرية مع الأزدي قال فلما علم القائد إبراهيم خرج من العسكر صاح بأعلى صوته هرب الرجال!! قال فلما سمع عامر الصياح قام وركب فرسه وفى عينيه أثر النوم وتقلد سيفه وصاح في العسكر ويلكم إركبوا في طلب إبراهيم، فركب العسكر جميعهم يطلبون إبراهيم والأزدي قال فلما سمع إبراهيم والأزدي حوافر الخيل وصياح الرجال قال الأزدي لإبراهيم أنا أختفي بهذا الرمل فضم الأزدي نفسه في الرمل قال إبراهيم: فبقيت متفكرا وما لي ملجا إلا الله تعالى فبينما أنا كذلك إذا لاحت لي شجرة عظيمة فقصدتها فلما وصلت إليها صعدت عليها إلى رأسها وسترني الله تعالى عنهم في أغصانها قال: فأقبل
(١٨٩)