الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٥٥
عجبا لأملاك السماء يفوتها * نظر لوجهك كيف لا تتهيل يا أيها النبأ العظيم فمهتد * في حبه وغواة قوم ضلل (1) يا أيها النار التي شب السنا * منها لموسى والظلام مجلل (2) يا فلك نوح حيث كل بسيطة * بحر يمور وكل بحر جدول (3) يا وارث التوراة والإنجيل والفرقان * والحكم التي لا تعقل (4) لولاك ما خلق الزمان ولا دجى * غب ابتلاج الفجر ليل أليل

١ جاء في تفسير قوله تعالى: عم يتساءلون، أنه علي بن أبي طالب وغواة جمع غاو الخائب هنا. وضلل جمع ضال يريد أن المهتدي محبه والخائب والضال مبغضه وهو الاختلاف.
٢ آل محمد عليهم السلام كانوا سبب ظهور نار النور من جانب الطور فأقام السبب مقام المسبب وقد مضى مثله. وشب رفع. والسنا مقصورا الضوء وممدودا الشرف ومجلل شامل.
٣ آل محمد نجابهم نوح وهم فلك النجاة حقيقة وقد قال مولانا سيد العابدين أنهم الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها وهو في معنى البيت الأول. والبسيطة الأرض الواسعة. ويمور يضطرب. والجدول النهر الصغير بالنسبة إلى غيره من الطوفان.
٤ الفرقان القرآن وكل ما فرق بين الحق والباطل فهو فرقان ولهذا قال الله تعالى " ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان "، وقوله الحكم التي لا تعقل يريد الحكم التي ورثها عن النبي صلى الله عليه وآله وأنها لا تعقل لغيره لدقتها وجلالتها، وقد قال عليه السلام لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم فيقول صدق علي عليه السلام قد أفتاكم بما أنزل في رواة الخوارزمي ابتلاج الفجر إضاءته ويقول بل الصبح وأبلج وتبلج والأليل المظلم.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست