وهب، وضرار بن الخطاب، وتلببوا للقتال (1) وأقبلوا على خيولهم حتى وقفوا على الخندق، وقالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق، فضربوا خيولهم فاقتحمت وجاءت بهم إلى السبخة بين الخندق وسلع، وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام في نفر معه حتى اخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها فتقدم عمرو بن عبد ود وطلب البراز وقتله (2) علي عليه السلام على ما نذكره.
ولما رأى هبيرة وعكرمة عمروا مقتولا انهزموا، ورمى ابن الغرقة (3) بسهم، فأصاب أكحل سعد (4) بن معاذ، فقال: خذها وانا ابن غرقه قال: غرق الله وجهك في النار، اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقني لحربهم، فإنه لا قوم أحب إلى قتالا من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه من حرمك فأنامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فراشه وبات على الأرض و نادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأشجى صوت: " يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوه المضطرين، اكشف همى وكربي، فقد ترى حالي وحال من معي " فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمد ان الله عز وجل استجاب دعوتك، فجثا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه وبسط يديه وأرسل بالدموع عينيه، ثم نادى: شكرا شكرا كما آويتني وآويت من معي ثم قال جبرئيل: يا رسول الله ان الله قد نصرك وبعث عليهم ريحا من السماء فيها الحصا وريحا من السماء الرابعة فيها الجنادل.
قال حذيفة: فبعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى آتيه بخبرهم فخرجت فإذا انا بنيران القوم قد طفئت وخمدت، واقبل جند الله الأول بريح شديده فيها الحصا، فما تركت نارا لهم الا أخمدتها ولا خباء الا طرحتها، حتى جعلوا يتترسون من الحصا وكنت اسمع وقع الحصا في