قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ٣٤٢
وهب، وضرار بن الخطاب، وتلببوا للقتال (1) وأقبلوا على خيولهم حتى وقفوا على الخندق، وقالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق، فضربوا خيولهم فاقتحمت وجاءت بهم إلى السبخة بين الخندق وسلع، وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام في نفر معه حتى اخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها فتقدم عمرو بن عبد ود وطلب البراز وقتله (2) علي عليه السلام على ما نذكره.
ولما رأى هبيرة وعكرمة عمروا مقتولا انهزموا، ورمى ابن الغرقة (3) بسهم، فأصاب أكحل سعد (4) بن معاذ، فقال: خذها وانا ابن غرقه قال: غرق الله وجهك في النار، اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقني لحربهم، فإنه لا قوم أحب إلى قتالا من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه من حرمك فأنامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فراشه وبات على الأرض و نادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأشجى صوت: " يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوه المضطرين، اكشف همى وكربي، فقد ترى حالي وحال من معي " فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمد ان الله عز وجل استجاب دعوتك، فجثا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه وبسط يديه وأرسل بالدموع عينيه، ثم نادى: شكرا شكرا كما آويتني وآويت من معي ثم قال جبرئيل: يا رسول الله ان الله قد نصرك وبعث عليهم ريحا من السماء فيها الحصا وريحا من السماء الرابعة فيها الجنادل.
قال حذيفة: فبعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى آتيه بخبرهم فخرجت فإذا انا بنيران القوم قد طفئت وخمدت، واقبل جند الله الأول بريح شديده فيها الحصا، فما تركت نارا لهم الا أخمدتها ولا خباء الا طرحتها، حتى جعلوا يتترسون من الحصا وكنت اسمع وقع الحصا في

1 - في ق 3: وتلبوا القتال وفي البحار: قد تلبسوا للقتال وفي مورد آخر: فلبسوا للقتال، وفي الاعلام: وتهيوا للقتال.
2 - في الاعلام: وطلب البراز فبرز إليه علي عليه السلام فقتله.
3 - كذا في ق 1 وق 4، وفي ق 5 والبحار والاعلام: ابن عرقة، وفي 2 وق 3: ابن المعرقة والأرجح قرينة الدعاء على هذا الشخص: غرق الله وجهك في النار، ما في المتن.
4 - في الاعلام: فأصاب الأكحل من سعد. والأكحل: عرق في الذراع يفصد. وقيل: هو عرق الحياة ويدعي نهر البدن.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 38
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 77
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 92
4 في حديث إرم ذات العماد 97
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 107
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 120
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 129
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 142
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 151
10 في حديث موسى و العالم 159
11 في حدث البقرة 162
12 في مناجاة موسى 163
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 169
14 في تسع آيات موسى 170
15 في حديث بعلم بن باعورا 176
16 في وفاة هارون وموسى 178
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 179
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 180
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 191
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 201
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 211
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 214
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 218
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 223
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 235
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 236
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 238
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 244
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 263
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 280
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 314
32 في مغازيه 336