للمباهلة، فقالوا: يا أبا القاسم انا لا نباهلك ولكن نصالحك (12).
ثم بعث رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم عليا إلى اليمن ليدعوهم إلى الاسلام.
فصل - 12 - 461 - وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة متوجها إلى الحج في السنة العاشرة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة ولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأقام تلك الليلة من اجلها، و أحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معه، وكان قارنا للحج بسياق الهدى، وقد ساق معه ستا وستين بدنه، وحج علي عليه السلام من اليمن وساق معه أربعا وثلاثين بدنه، وخرج من معه من العسكر.
ولما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة وطاف وسعى نزل جبرئيل وهو على المروة بقوله: " وأتموا الحج والعمرة لله " فخطب الناس، وقال: دخلت العمرة في الحج هكذا إلى يوم القيامة، وشبك بين أصابعه، ثم قال: " لو استقبلت من امرى ما استدبرت (2) ما سقت الهدى، ثم امر مناديه، فنادى من لم يسق منكم هديا، فليحل وليجعلها عمره، ومن ساق منكم هديا فليقم على احرامه ".
ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسكه وقفل إلى المدينة وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم، نزل عليه جبرئيل بقوله تعالى: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " (3) وكان يوما شديد الحر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامر بدوحات هناك فقم ما تحتها، وامر بجمع الرحال في ذلك المكان، ووضع بعضها على بعض، ثم امر مناديه، فنادى في الناس بالصلاة،