فشربت منه قطرانا، ولم أزل أبول القطران، أياما ثم انقطع ذلك البول مني وبقيت الرائحة في جسمي.
فقال له السدي: يا عبد الله كل من بر العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمدا أبدا.
قال [هارون بن حاتم]: وأنبأنا عبد الرحمان بن أبي حماد، عن ثابت بن إسماعيل، عن أبي النضر الجرمي قال:
رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال: كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد، فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام [و] بين يديه طست فيها دم وريشة في الدم، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد، فيأخذ الريشة فيخط بها بين أعينهم فأتي بي فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال: أفلم تكثر عدونا؟!! وأدخل إصبعه في الدم - السبابة والوسطى - وأهوى بهما إلى عيني فأصبحت وقد ذهب بصري (1).