الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ٥٥
من البصرة إلى مكة وساعدوا عبد الله بن الزبير ضد أهل الشام فلما مات يزيد الأول وارتحل أهل الشام ظهر الخلاف بين موقف الخوارج السياسي وبين موقف ابن الزبير (1) فارتحلوا عن مكة. فذهب أبو طالوت وأبو فديك وابن الأسود - وهم من آل بكر - إلى اليمامة فاستولوا عليها وذهب نافع بن الأزرق (2) وعبد الله بن الصفار وعبد الله بن أباض وحنظلة بن بيهس - وهم من بني تميم - وعبد الله وعبيد الله والزبير (3) أبناء الماحور - ذهبوا إلى البصرة. وهيأ هرب عبيد الله بن زياد وتنازع القبائل في البصرة - الفرصة لكي يتنفس الخوارج فكسروا أبواب السجون وخرجوا منها. وتولى نافع بن الأزرق قيادة ثلاثمائة رجل وخرج يريد الأهواز (4). فلما اصطلح أهل البصرة على إمارة ببة (5). (وهو لقب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشي) اجتمعوا ضد الخوارج الباقين في البصرة

(1) راجع (الكامل) (ص / 604 س 18) (ص / 608 س 12).
(2) ابن الأزرق لم يكن في الواقع تميميا (حنظليا عند الطبري 2 / 517) بل بكريا من بني حنيفة (الكامل) (541 س 16 ص / 604 س 12) وراجع نشرة الفرت (78: 1) وكذلك كان عبيدة ابن هلال بكريا ولكن من بني يشكر.
(3) ورد خطأ في الطبري (2 / 573) بالصورة: (زهير). كان ابنا لعلي بن الماحوز بينما عبد الله وعبيد الله كانا ابني بشير بن الحاموز. راجع عن أسرة الماحوز: الفرت (ص / 80) (الكامل) (ص / 609) (ورأس هذه الأسرة فيما يقول (الكامل) وهو حسان بن يحدج وقد ورد ذكره أيضا في الكتاب المجهول المؤلف بنشرة ألفرت (ص / 149 س 4) ولكن هذا كان بكريا (من بني حنيفة) - أخا لعبد الرحمن بن يحدج الذي حارب أولا مع نجدة ثم توجه بعد ذلك إلى فارس فأتعب عمر بن معمر (نشرة ألفرت ص / 137 س 16 ص / 148 وما يليها).
(4) حسبما ورد في نشرة الفرت (ص / 79 س 15) أن ذلك وقع في نهاية شوال سنة 64 ه‍ (منتصف يونيو سنة 684 م).
(5) [الببة: كثرة اللحم وتراكبه ولقب بهذا اللقب لكثرة لحمه في صغره وله تقول أمه عند بنت أبي سفيان وهي تنقزه:
لأنكحن ببه * جارية كالقبه مكرمة محبه * تجب أهل الكعبة جبهم: أي تغلبهم أي أنها تغلب نساء قريش بحسنها - راجع (الكامل) (ص. 616) تعليق المترجم).
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست