بيد أن المغيرة بن شعبة جاءه خبر هذه المؤامرة فأمر بالشرطة تسير حتى تحيط بدار حيان بن ظبيان. فسار قبيصة (بن الدمون) في الشرطة وفي كثير من الناس فلم يشعر حيان بن ظبيان إلا والرجال معه في داره نصف النهار وإذا معه معاذ بن جوين ونحو من عشرين رجلا من أصحابهما الطبري (2 / 29) ووجدت امرأة حيان الوقت لكي تخفي السيوف التي كانت لهم تحت الفراش. فلما مثلوا أمام المغيرة أنكروا وادعوا أنهم إنما يجتمعون في منزل حيان بن ظبيان يقرأوا القرآن عليه فلم يقتنع المغيرة لكلامهم وأمر بهم أن يسجنوا فقضوا في السجن قرابة عام (1).
فلما سمع إخوانهم بأخذهم حذروا وخرج صاحبهم المستورد بن علفة فنزل بمدينة الحيرة ويسكنها النصارى إلى جانب قصر العدسيين من كلب. فبعث إلى إخوانه وكانوا يختلفون إليه ويتجهزون. ولكن فاجأهم هناك حجار بن أبجر وكان بكريا من أصل مسيحي (2) إذ أشرف عليهم من دار كان هو فيها. ووعدهم حجار بألا يذيع سرهم وكان عند وعده لكنهم تركوا ذلك المكان واستتروا في الكوفة. ووجد المستورد ملجأ له وأصحاب له خمسة أو ستة في دار سليم بن محدوج من بني عبد القيس وكان له صهرا ولكنه لم يكن خارجيا. فبلغ المغيرة ابن شعبة أن الخوارج يدبرون أمرا دون أن يتبين بالدقة حقيقة ما يدبرونه. فقام في الناس وخطب قائلا إنه لم يكن يود استعمال العنف ولا يريد أن يعصب الحليم التقي بذنب السفيه الجاهل ولكنه مضطر أن يطلب إليهم أن يكفوا سفهاءهم قبل أن يشمل البلاء عوامهم. ولكنه لم يكن يعرف أسماء هؤلاء السفهاء إذ لم يسم له أحد منهم. فتنادى رؤساء القبائل إن يدل كل رئيس على سفهاء قومه إذا عرف شيئا (فخرجت الرؤساء إلى عشائرهم فناشدوهم الله والاسلام إلا دلوهم على من يرون أنه يريد أن يهيج فتنة أو يفارق جماعة).
وجاء صعصعة بن صوحان فقام في عبد القيس) الطبري (2 / 33) - قام فيها بعدما صلى العصر فقال: إن بني عبد القيس كانوا دائما من أخلص الناس للرسول