الخوارج: ويلكم! ما تبغون منا؟ أليس معاوية عدونا وعدوكم؟ دعونا حتى نقاتله:
فإن أصبناه كنا قد كفيناكم عدوكم وإن أصابنا كنتم قد كفيتمونا قالوا: لا والله حتى نقاتلكم! فقالوا: رحم الله إخواننا من أهل النهر! هم كانوا أعلم بكم يا أهل الكوفة (الطبري ص 102) فأبى أهل الكوفة وقاتلوهم وهنالك أدرك الخوارج كما كان إخوانهم الذين قتلوا في يوم النهروان على حق. وكان أقرباء فروة ابن نوفل قد أخذوا قبل نشوب القتال (1).
ولم ينتخب الخوارج في الكوفة خليفة جديدا لهم بعد مصرع الراسبي إلا بعد أن تولى المغيرة بن شعبة أمر الكوفة. وهذا الخليفة الخارجي الجديد هو المستورد بن علفة من تميم الرباب الذي روى ابن الأثير أن أخويه هلالا ومجالدا استشهدا في المعارك التي وقعت بعد يوم النهروان. ورواية أبي مخنف فيما يتصل به تعود إلى شاهدي عيان لا يفصلهما عنه إلا رواية واحد وقد ألف أبو مخنف بين الروايتين حتى تتسقا وتكتملا في وحدة واحدة مع أن الروايتين صدرتا عن معسكرين متعاديين. وأحد الشاهدين هو عبد الله ابن عقبة الغنوي كان في شبابه يرى رأي الخوارج وساهم معهم مساهمة غير قليلة بيد أنه ترك الخوارج فيما بعد.
وشخصيته جذابة وروايته تقدم صورة حية عن قدماء الخوارج ومن هنا كانت روايته مفيدة كل الفائدة وإن كانت لا تتعلق إلا بحركة ثورية عابرة.