كان حيان بن ظبيان السلمي (ممن ارتث يوم النهروان. فعفا عنه علي في الأربعمائة الذين كان عفا عنهم من المرتثين يوم النهر. فكان في أهله وعشيرته فلبث شهرا أو نحوه. ثم إنه خرج إلى الري في رجال كانوا يرون ذلك الرأي (أي رأي الخوارج). فلم يزالوا مقيمين بالري حتى بلغهم قتل علي) وأن قاتله هو أخوهم ابن ملجم (أخو مراد) فخرجوا معه مغتبطين وأقبلوا حتى نزلوا الكوفة لينتقموا ليوم النهروان وليذودوا عن (سنة الهدى المتروكة) قتال الكفرة الفاسقين فإن لم يظفرهم الله بهم فيكونوا قد أرضوا الله وأبرأوا ذممهم إليه. وتم ذلك في عهد خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب. ولما تولى معاوية الخلافة (بعث المغيرة ابن شعبة واليا على الكوفة فأحب العافية وأحسن في الناس السيرة ولم يفتش أهل الأهواء عن أهوائهم) الطبري (2 / 19) ما داموا لم ينتقلوا من الكلام إلى الافعال (وكان يقول: قضى الله ألا تزالون مختلفين وسيحكم الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون) (2 / 20). وتبعا لهذا المبدأ تغاضى عن الخوارج فراحوا (يتذاكرون مكان إخوانهم بالنهروان ويرون أن في الإقامة الغبن والظلم وأن في جهاد أهل القبلة الفضل والاجر) (2 / 20) فاتفقوا على إعلان القتال على أهل القبلة أي على أهل السنة والجماعة ومن أجل هذا عقدوا اجتماعات منتظمة في دار حيان بن ظبيان حضرها أيضا (معاذ بن جوين بن حصين الطائي السنبسي وهو ابن عم زيد بن حصين وكان زيد ممن قتله علي يوم النهروان وكان معاذ بن جوين هذا في الأربعمائة الذين ارتثوا من قتلى الخوارج فعفا عنهم علي) وحضرها أيضا المستورد ابن علفة التميمي - وكان الثلاثة أبرز الحاضرين. فبايع الجميع المستورد بن علفة التميمي لأنه أسن الحاضرين وذلك في جمادي الآخرة وكان ذلك إيذانا بالهجوم.
فاتحدوا على الخروج في غرة الهلال هلال شعبان سنة 43 هجرية (1).