وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، أنا إسرائيل [بن يونس] عن عثمان - يعني ابن المغيرة - عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: " هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل؟ " (1) فأتاه رجل من همدان فقال ممن أنت؟ قال الرجل من همدان. قال فهل عند قومك من منعة؟ قال نعم! ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل! قال نعم! فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب (2). وقد رواه أهل السنن الأربعة من طرق عن إسرائيل به، وقال الترمذي حسن صحيح.
فصل [في] قدوم وفد الأنصار عاما بعد عام حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة بعد بيعة ثم بعد ذلك تحول إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حديث سويد بن صامت الأنصاري وهو سويد بن الصامت (1) بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وأمه ليلى بنت عمرو النجارية أخت سلمى بنت عمرو أم عبد المطلب بن هاشم. فسويد هذا ابن خالة عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن إسحاق بن يسار: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من أمره كلما اجتمع الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الاسلام ويعرض عليهم نفسه وما جاء به [من الله] من الهدى والرحمة ولا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له اسم وشرف، إلا تصدى له ودعاه إلى الله تعالى، وعرض عليه ما عنده. قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة [الأنصاري]